الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفي رمضان من هذه السنة كانت وفاة أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن الجنابي  الهجري القرمطي رئيس القرامطة ، لعنه الله ، وهذا هو الذي قتل الحجيج حول الكعبة وفيها ، وسلبها ستورها وبابها وحليتها ، واقتلع الحجر الأسود من ركنها ، وحمله إلى بلده هجر وهو في هذه المدة كلها عنده من سنة سبع عشرة كما ذكرنا ، ولم يرده إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة كما سيأتي . ولما مات أبو طاهر هذا قام بالأمر من بعده في القرامطة إخوته الثلاثة ; وهم أبو العباس الفضل ، وأبو القاسم سعيد ، وأبو يعقوب يوسف ، بنو أبي سعيد الجنابي ، لعنهم الله ، وكان أبو العباس ضعيف البدن ، مقبلا على قراءة الكتب ، وكان أبو يعقوب مقبلا على اللهو واللعب ، ومع هذا كلمة الثلاثة واحدة لا يختلفون في شيء ، وكان لهم سبعة من الوزراء متفقون أيضا ، قبحهم الله أجمعين .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية