وكانت الأمطار كثيرة مسرفة جدا حتى ( خربت المنازل ، ومات خلق كثير تحت الهدم ، ونقصت قيمة العقار حتى ) صار ما كان يساوي دينارا يباع بأقل من درهم حقيقة ، وما يسقط من الأبنية لا يعاد ، وتعطل كثير من الحمامات ، والمساجد ، والأسواق ; لقلة الناس ، وتعطل كثير من أتاتين الآجر ; لقلة البناء ، ومن يضطر إليه اجتزأ بالأنقاض ، وكثرت الكبسات من اللصوص بالليل والنهار من أصحاب ابن حمدي ، وتحارس الناس بالبوقات ، وعظم أمر ابن حمدي فأعجز الناس ، وأمنه ابن شيرزاد وخلع عليه ، وشرط معه أن يوصله كل شهر خمسة عشر ألف دينار مما يسرقه هو وأصحابه ، وكان يستوفيها من ابن حمدي بالروزات ، فعظم شره حينئذ ، وهذا ما لم يسمع بمثله .
ثم إن أبا العباس الديلمي ، صاحب الشرطة ببغداذ ، ظفر بابن حمدي فقتله في جمادى الآخرة ، فخف عن الناس بعض ما هم فيه .