ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2466 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن ، أبو العباس الكوفي المعروف بابن عقدة
:
قدم بغداد فسمع من محمد بن عبيد الله المنادي . وعقدة لقب أبيه محمد لقب بذلك لأجل تعقيده في التصريف والنحو ، وكان عقدة ورعا زاهدا ناسكا ، علم ابن هشام الخزاز الأدب ، فوجه أبوه إليه دنانير فردها فأضعفها فردها وقال: ما رددتها استقلالا لها ، ولكن سألني الصبي أن أعلمه القرآن فاختلط تعليم النحو بتعليم القرآن فلا أستحل أن آخذ منه شيئا ولو دفع إلي الدنيا .
وأما ولده أبو العباس فإنه سمع الحديث الكثير ، وكان من أكابر الحفاظ ، وروى عنه من أكابرهم: أبو بكر بن الجعابي ، وعبد الله بن عدي ، والطبراني ، وابن المظفر ، والدارقطني ، وابن شاهين .
وقال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة إنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه .
قال أبو العباس: ودخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني ، فقلت: لا تطول ، نتقدم إلى دكان وراق ، ونضع القبان وتزن من الكتب ما شئت ، ثم تلقى علينا فنذكرها .
فبقي .
وكان بعض الهاشميين جالسا عند ابن عقدة ، فقال ابن عقدة: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت [هذا] سوى غيرهم . وقال [ابن عقدة]
مرة: أحفظ من الحديث بالأسانيد والمتون منسقا خمسين ومائتي ألف حديث وأذاكر [من] الأسانيد ، وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع بستمائة ألف حديث .
قال الدارقطني : كان أبو العباس بن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلمون ما عنده .
قال ابن الجوزي : ومع هذا الحفظ العظيم وكثرة ما سمع وكتب عنه فإنه انتقل من مكان إلى مكان فكانت كتبه ستمائة حمل ، فقد ذمه الناس لأسباب ، فذكر ابن عدي أنه كان يسوي نسخا للأشياخ ويأمرهم بروايتها . وقال الدارقطني: ابن عقدة رجل سوء .
قال: أبو عمر بن حيويه :
كان ابن عقدة [يجلس] في جامع براثا يملي مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال: الشيخين يعني أبا بكر وعمر - فتركت حديثه ، لا أحدث عنه بشيء .
قال المصنف: وتوفي ابن عقدة في ذي القعدة من هذه السنة .
2467 - : الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون ، أبو علي الحداد
روى عن يونس بن عبد الأعلى وغيره وكان إمام جامع مصر العتيق .
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .
2468 - : سليمان بن الحسن ، أبو القاسم
وزر للراضي ثم ملك المتقي لله فأبقاه على حاله ، وتوفي في رجب هذه السنة .
2469 - : عبد الله بن أحمد بن إسحاق ، أبو محمد الجوهري المصري
سكن بغداد بنهر الدجاج ، وحدث بها عن الربيع بن سليمان المرادي وغيره ، وكان ثقة روى عنه الدارقطني وابن شاهين وآخرون، وآخر من روى عنه أبو عمر بن مهدي ، وكان ثقة مأمونا توفي في ربيع الأول من هذه السنة .
2470 - : عبد الله بن محمد بن عمر بن أحمد ، أبو بكر البزاز
وهو خال ابن الجعابي ، روى عنه الدارقطني ، وابن شاهين .
وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة . وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن عامر بن بشر بن حامد أبو حامد المروروذي
نسبة إلى مروالروذ - والروذ النهر - الفقيه الشافعي تلميذ الشيخ أبي إسحاق المروزي ، نسبة إلى مرو الشاهجان ، وهي أعظم من تلك . شرح " مختصر المزني " وله كتاب " الجامع " في المذهب ، وصنف في أصول الفقه ، وكان إماما لا يشق غباره . توفي في هذه السنة ، رحمه الله تعالى . والله أعلم .