الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة

            ذكر ملك معز الدولة الموصل وعوده عنها  

            في هذه السنة سار معز الدولة من بغداذ إلى الموصل قاصدا لناصر الدولة ، فلما سمع ناصر الدولة بذلك ، سار عن الموصل إلى نصيبين ، ووصل معز الدولة فملك الموصل في شهر رمضان ، وظلم أهلها وعسفهم ، وأخذ أموال الرعايا ، فكثر الدعاء عليه .

            وأراد معز الدولة أن يملك جميع بلاد ناصر الدولة ، فأتاه الخبر من أخيه ركن الدولة أن عساكر خراسان قد قصدت جرجان والري ، ويستمده ويطلب منه العساكر ، فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة ، فترددت الرسل بينهما ( في ذلك ) ، واستقر الصلح بينهما على أن يؤدي ناصر الدولة عن الموصل ، وديار الجزيرة كلها ، والشام ، كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم ، ويخطب في بلاده لعماد الدولة ، ( وركن الدولة ) ، ومعز الدولة بني بويه ، فلما استقر الصلح عاد معز الدولة إلى بغداذ فدخلها في ذي الحجة من السنة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية