الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            2546 - الحسن بن أحمد أبو علي الكاتب المصري   .

            صحب أبا علي الروذباري وغيره ، وكان أبو عثمان المغربي يعظم أمره ويقول:

            أبو علي الكاتب من السالكين .

            قال أبو علي: روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين وإن كتموها ، وتظهر عليهم دلائلها وإن أخفوها ، وتبدو عليهم وإن ستروها . [وأنشد] :


            إذا ما أسرت أنفس الناس ذكره تبينته فيهم ولم يتكلموا     تطيب به أنفاسهم فيذيعها
            وهل سر مسك أودع الريح يكتم

            2547 - علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام ، أبو الحسن الشيباني الكوفي   .

            قدم بغداد فحدث بها عن جماعة ، وروى عنه الدارقطني وكان ثقة أمينا ، مقبول الشهادة عند الحكام ، أقام يشهد ثلاثا وسبعين سنة ، وكان صاحب قراءة وفقه .

            قال: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني : وقد دخل عليه قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمي فقال له: كنت السفير لوالدك حتى زوجته بوالدتك وحضرت الإملاك والعرس والولادة ، وتسليم المكتب وتقلدت



            القضاء بالكوفة ، وشهدت عند خليفتك وأذنت في مسجدي نيفا وسبعين سنة ، وأذن جدي نيفا وسبعين سنة ، وهو مسجد حمزة بن حبيب الزيات ، توفي الشيباني في رمضان هذه السنة .

            2548 - محمد بن علي بن حماد ، أبو العباس الكرخي الأديب   .

            كان عالما زاهدا [ورعا] سمع من عبدان وأقرانه ، وكان يختم القرآن كل يوم ، ويديم الصوم ، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .

            2549 - أبو الخير التيناتي   .

            ولا يعرف اسمه أصله من المغرب ، وسكن قرية من قرى أنطاكية يقال لها:

            تينات ويقال له: الأقطع ، لأنه كان مقطوع اليد ، وذلك لأنه عاهد الله تعالى على عهد فنكث ، فأخذ لصوص من الصحراء وأخذ معهم فقطعت يده ، وقد صحب أبا عبد الله بن الجلاء وغيره من المشايخ .

            عن محمد بن الفضل : خرجت من أنطاكية ودخلت تينات ودخلت على أبي الخير الأقطع على غفلة منه بغير إذن



            فإذا هو يسف زنبيلا بيديه ، فتعجبت فنظر إلي وقال: يا عدو نفسه ، ما الذي حملك على هذا؟ فقلت: هيجان الوجد لما بي من الشوق إليك . فضحك ثم قال لي: اقعد لا تعد إلى شيء من هذا بعد اليوم ، واستر علي في حياتي .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية