وفيها أنشأ عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس مركبا كبيرا لم يعمل مثله ، وسير فيه أمتعة إلى بلاد الشرق ، فلقي في البحر مركبا فيه رسول من صقلية إلى المعز ، فقطع عليه أهل المركب الأندلسي ، وأخذوا ما فيه ، وأخذوا الكتب التي إلى المعز ، فبلغ ذلك المعز ، فعمر أسطولا واستعمل عليه الحسن بن علي صاحب صقلية ، وسيره إلى الأندلس ، فوصلوا إلى المرية ، فدخلوا المرسى وأحرقوا جميع ما فيه من المراكب ، وأخذوا ذلك المركب ، وكان قد عاد من الإسكندرية ، وفيه أمتعة لعبد الرحمن ، وجوار مغنيات ، وصعد من الأسطول إلى البر فقتلوا ونهبوا ، ورجعوا سالمين إلى المهدية .
ولما سمع عبد الرحمن الأموي ، سير أسطولا إلى بعض بلاد إفريقية ، فنزلوا ونهبوا ، فقصدتهم عساكر المعز ، فعادوا إلى مراكبهم ، ورجعوا إلى الأندلس وقد قتلوا وقتل منهم ( خلق كثير ) .