2598 - . أزهر بن أحمد بن محمد ، أبو غانم الخرقي
حدث عن أبي قلابة الرقاشي ، روى عنه الدارقطني ، وابن رزقويه ، وكان ينزل بالجانب الشرقي في سوق العطش ، وتوفي في هذه السنة .
2599 - . جعفر بن حرب
أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزاز ، عن أبي القاسم [علي] بن المحسن ، عن أبيه: أن جعفر بن حرب كان يتقلد الأعمال الكبار للسلطان ، وكانت نعمته تقارب نعمة الوزارة ، فاجتاز يوما راكبا في موكب له عظيم ، ونعمته على غاية الوفور ، ومنزلته بحالها في [نهاية] الجلالة ، فسمع رجلا يقرأ ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق فصاح: اللهم بلى ، يكررها دفعات [وبكى] ثم نزل عن دابته ونزع ثيابه ، ودخل إلى دجلة واستتر بالماء ، ولم يخرج منه حتى فرق جميع ما له في المظالم التي كانت عليه وردها ، وتصدق بالباقي ، فاجتاز رجل فرآه في الماء قائما ، وسمع بخبره ، فوهب له قميصا ومئزرا فاستتر بهما ، وخرج وانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات .
2600 - . الحسين بن علي بن يزيد بن داود ، أبو علي الحافظ النيسابوري
ولد سنة سبع وسبعين ومائتين ، وكان واحد دهره في الحفظ والإتقان والورع ، مقدما في مذاكرة الأئمة ، كثير التصنيف ذكره الدارقطني فقال: إمام مهذب . وكان مع تقدمه في العلوم أحد الشهود المعدلين بنيسابور ، ورحل في [طلب] الحديث إلى الآفاق البعيدة ، وسمع من الأكابر وكان ابن عقدة لا يتواضع لأحد كتواضعه لأبي علي .
وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .
2601 - . حسان بن محمد بن أحمد بن هارون ، أبو الوليد القرشي الفقيه
إمام أهل الحديث بخراسان في عصره ، وأزهدهم وأكثرهم اجتهادا في العبادة ، درس الفقه على [مذهب] أبي العباس ابن سريج وسمع من الحسن بن سفيان وغيره وصنف [التصانيف الحسنة] .
قال أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد القرشي في مرضه الذي مات فيه: قالت لي والدتي كنت حاملا بك وكان للعباس بن حمزة مجلس ، فاستأذنت أباك أن أحضر مجلسه في أيام العشر ، فأذن لي ، فلما كان في آخر المجلس قال العباس بن حمزة: قوموا فقاموا وقمت ، فأخذ العباس يدعو فقلت: اللهم هب لي ابنا عالما ، ثم رجعت إلى المنزل فبت تلك الليلة فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا أتاني فقال: أبشري ، فإن الله قد استجاب دعوتك ، ووهب لك ولدا ذكرا وجعله عالما ، ويعيش كما عاش أبوك ، قالت: وكان أبي عاش اثنتين وسبعين سنة ، قال حسان وهذه قد تمت لي اثنتان وسبعون سنة ، فعاش بعد هذه الحكاية أربعة أيام ، توفي ليلة الجمعة خامس ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة .
2602 - . حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب ، أبو سليمان الخطابي
سمع الكثير ، وصنف التصانيف منها "المعالم" شرح فيها "سنن أبي داود" ، و "الأعلام" شرح فيها البخاري ، و "غريب الحديث" وله فهم مليح ، وعلم غزير ، ومعرفة باللغة والمعاني والفقه ، وله أشعار فمن ذلك قوله:
ما دمت حيا فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراة من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى
عما قليل نديما للندامات
كان من أعلم الناس بحروف القراءات ووجوه القراءات ، وله في ذلك تصانيف ، وحدث عن جماعة منهم: أبو بكر بن أبي داود ، وابن مجاهد ، روى عنه أبو الحسن الحمامي ، وكان ثقة أمينا ، يسكن الجانب الشرقي ، توفي في شوال هذه السنة ، ودفن في مقبرة الخيزران .
2604 - . علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس ، أبو القاسم
قال الحاكم أبو عبد الله : كان يضرب المثل بعقل شيخنا أبي القاسم ، وكان من أودع مشايخنا ، وسمع بنيسابور ، وببغداد ، وبالكوفة ، وحدث سنين ، وحججت معه في سنة إحدى وأربعين ، فكان أكثر الليل يقرأ في العمارية ، فإذا نزل قام إلى الصلاة لا يشتغل بغير ذلك ، وما أعلم أني دخلت الطواف إلا وجدته يطوف ، وسمعت ابنه أبا عبد الله يقول: ضعف بصر أبي ثلاث سنين ، ولم يخبرنا به حتى ضعفت العين الأخرى ، فحينئذ أخبرنا به .
وتوفي في صفر هذه السنة .
2605 - . العباس بن محمد ، أبو محمد الجوهري
حدث عن البغوي ، وابن داود ، وابن صاعد ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، وقال: كان أحد الجوالين في طلب الحديث بفهم ومعرفة وإتقان .
توفي في صفر هذه السنة .
2606 - . محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد ، أبو أحمد العسال الأصبهاني
سمع محمد بن أيوب الرازي ، وإبراهيم بن زهير الحلواني ، وبكر بن سهل الدمياطي ، ونحوهم .
قال [أبو] عبد الله بن منده : كتبت عن ألف شيخ ولم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال .
قال أبو نعيم : ولي أبو أحمد العسال القضاء ، وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة ، وتوفي في رمضان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة [هذه السنة] .
2607 - . محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن زيد بن حاتم ، أبو يعقوب النحوي
عن أبي مسلم الكجي قال: توفي بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة . وفيها توفي أبو الخير الأقطع التيناتي ، أو قريبا من هذه السنة ، وكان عمره مائة وعشرين سنة ، وله كرامات مشهورة مسطورة .
( التيناتي بالتاء المكسورة المعجمة باثنتين من فوق ، ثم الياء المعجمة باثنتين من تحت ، ثم بالنون والألف ثم بالتاء المثناة من فوق أيضا ) .
وفيها مات أبو إسحاق بن ثوابة كاتب الخليفة ومعز الدولة ، وقلد ديوان الرسائل بعده إبراهيم بن هلال الصابي .
وفيها في آخرها ، مات أنوجور بن الإخشيد صاحب مصر ، وتقلد أخوه علي مكانه .