ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2608 - . أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد ، أبو سهل القطان
حدث عن محمد بن عبد الله بن المنادي وغيره ، وروى عن ابن رزقويه وكان ثقة .
قال أبو سهل بن زياد : سمى الله المعتزلة كفارا قبل أن يذكر فعلهم . فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا الآية .
قال أبو عبد الله بن بشر القطان: ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد عن آي القرآن من أبي سهل بن زياد ، فقلت لابن بشر: وما السبب في ذلك؟ قال: كان جارنا ، وكان يديم صلاة الليل وتلاوة القرآن ، ولكثرة درسه صار القرآن نصب عينيه ، ينتزع منه ما شاء من غير تعب . توفي في شعبان هذه السنة ، ودفن بقرب قبر معروف .
2609 - . إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن بنان ، أبو محمد الخطبي
ولد في محرم سنة تسع وستين ومائتين وسمع الحارث بن أبي أسامة ، والكديمي ، وعبد الله بن أحمد ، وغيرهم ، وروى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وابن رزقويه ، وكان ثقة فاضلا نبيلا فهما عارفا بأيام الناس ، وأخبار الخلفاء ، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين ، وكان عالما بالأدب ، ركينا عاقلا ذا رأي ، يتحرى الصدق .
قال: الأزهري : جاء أبو بكر بن مجاهد ، وإسماعيل الخطبي إلى منزل أبي عبد الصمد الهاشمي ، فقدم إسماعيل أبا بكر فتأخر أبو بكر وقدم إسماعيل ، فلما استأذن إسماعيل أذن له فقال: أدخل ومن أنا معه .
عن إسماعيل الخطبي ، قال:
وجه إلي الراضي بالله ليلة عيد الفطر ، فحملت إليه راكبا بغلة ، فدخلت عليه وهو جالس في الشموع ، فقال لي: يا إسماعيل ، إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس في المصلى ، فما أقول إذا انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي . قال:
فأطرقت ثم قلت: يقول أمير المؤمنين: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ، وأن أعمل صالحا ترضاه ، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين . 27: 19 فقال لي: حسبك ، ثم أمرني بالانصراف وأتبعني بخادم فدفع إلي خريطة فيها أربع مائة دينار ، وكانت الدنانير خمسمائة ، فأخذ الخادم منها لنفسه مائة دينار أو كما قال .
توفي الخطبي في جمادى الآخرة من هذه السنة .
2610 - . تمام بن محمد بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو بكر
ولد سنة تسع وستين ومائتين ، حدث عن عبد الله بن أحمد وغيره ، وروى عنه ابن رزقويه ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة .
2611 - . الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسن . أبو أحمد الخلال ، المعروف بالكوسج
حدث عن جماعة ، وروى عنه ابن رزقويه ، وكان صدوقا . وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة .
2612 - . الحسين بن القاسم ، أبو علي الطبري الفقيه الشافعي
قال أبو بكر الخطيب ، : درس على أبي علي بن أبي هريرة .
وبرع في العلم ، وسكن بغداد ، وصنف كتاب "المحرر" وهو أول كتاب صنف في الخلاف ، وصنف كتاب "الإفصاح" في المذهب ، وكتابا في الجدل وكتابا في [أصول] الفقه ، وتوفي ببغداد في [صفر] سنة خمسين وثلاثمائة .
2613 - : عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور ، ويكنى أبا جعفر ، ويعرف: بابن بريه? الهاشمي
كان إمام جامع المنصور ، وحدث عن ابن أبي الدنيا وغيره ، وروى عنه ابن رزقويه .
قال أبو جعفر المعروف بابن بريه : رقى هذا المنبر - يعني منبر مسجد جامع المدينة - الواثق في سنة ثلاثين ومائتين ، ورقيت هذا المنبر في سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وبين الرقيتين مائة سنة ، وأنا وهو في القعدد إلى المنصور سواء ، هو الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور ، وأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور .
توفي ابن بريه في صفر هذه السنة ، وقيل: سنة اثنتين وخمسين .
2614 - . [عبد الرحمن بن برسيا بن عبد الرحمن بن الحسين المحبر ، مولى بني هاشم
كان يسكن سويقة غالب ، وحدث عن أبي العباس البرتي ، والكديمي ، روى عنه ابن رزقويه ، وابن شاذان ، وتوفي في جمادى الأولى من هذه السنة]
.
2615 - . عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله أبو السائب الهمذاني
قال أحمد بن علي بن ثابت ، : عتبة رجل من أهل همذان ، وكان أبوه عبيد الله تاجرا مستورا دينا ، أخبرنا جماعة من الهمذانيين أنه كان يؤمهم في مسجد لهم فوق الثلاثين سنة ، ونشأ أبو السائب يطلب العلم ، وغلب عليه في ابتداء أمره علم التصوف ، والميل إلى أهل الزهد ، ثم خرج عن بلده ولقي العلماء ، وعني بفهم القرآن ، وكتب الحديث ، وتفقه على مذهب الشافعي ، واتصلت أسفاره فعرف الأمير أبو القاسم بن أبي الساج خبره ، وما هو عليه من الفضل فأدخله إليه فرآه فاضلا نبيلا عاقلا ، فقلده الحكم بمراغة ، وتقلد جميع أذربيجان مع مراغة ، وعظمت حاله ، وقبض على ابن أبي الساج ، فعاد إلى الجبل وتقلد همذان ، ثم عاد إلى بغداد ، وتقلد أعمالا جليلة بالكوفة وديار مضر ، والأهواز ، وعامة الجبل ، وقطعة من السواد ، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي عمر ، وسمع شهادته واستشاره في جميع أموره ، ولما قبض المستكفي بالله على محمد بن الحسن ، بن أبي الشوارب قلد أبا السائب مدينة أبي جعفر ، ثم قتل اللصوص أبا عبد الله محمد بن عيسى وكان قاضيا على الجانب الشرقي ، وتقلد قضاء القضاة في رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة .
قال أحمد بن علي التوزي ، : ولد أبو السائب في سنة أربع وستين ومائتين ، وتوفي في ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة .
قال المصنف رحمه الله: ودفن في داره بسوق يحيى .
قال أبو بكر أحمد بن علي الذهبي المعروف: بابن القطان ، : رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته ، فقلت: ما فعل الله بك مع تخليطك بهذا اللفظ؟ فقال: غفر لي ، فقال: فكيف ذلك؟ فقال إن الله تعالى عرض علي أفعالي القبيحة ثم أمر بي إلى الجنة ، وقال: لولا آليت على نفسي أن لا أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك ، ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك ، اذهبوا به إلى الجنة . فأدخلتها .
2616 - . محمد بن أحمد بن حبيب بن أحمد بن راجبان ، أبو بكر الدهقان
بغدادي سكن بخارى ، وحدث بها عن يحيى بن أبي طالب ، والحسن بن محرم ، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم ، ولد أبو بكر بن حبيب ببغداد سنة ست وستين ومائتين ، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين ، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاثمائة .
2617 - . [محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يقطين ، أبو بكر الأسدي ، المقرئ البغدادي
روى عن أحمد بن محمد ابن الحسن بن عيسى الناسرجي ، ونزل مكة وتوفي بها في هذه السنة . وكان ثقة .
2618 - محمد بن علي بن مقاتل ، أبو بكر المقري .
كان ذا مال عظيم . وتوفي بمصر في شعبان هذه السنة . ووجد في داره دفائن مبلغها ثمانية وتسعين ألف دينار ، وأخذت له ودائع وجوهر ثمنه مائتا ألف دينار] . وفيها توفي القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، وهو من أصحاب الطبري وكان يروي تاريخه . بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، أبو بكر القرشي الوراق ، ويعرف بابن فطيس ، وكان حسن الكتابة مشهورا بها ، وكان يكتب الحديث لابن جوصا ترجمه ابن عساكر ، وأرخ وفاته بثاني شوال من هذه السنة . أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله
أبو علي الخازن
توفي في شعبان منها ، فوجد في داره من الدفائن وعند الناس من الودائع ما يقارب أربعمائة ألف دينار . والله أعلم .