الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عصيان أهل حران  في هذه السنة ( في صفر ) ، امتنع أهل حران على صاحبها هبة الله بن ناصر الدولة بن حمدان ، وعصوا عليه .

            وسبب ذلك أنه كان متقلدا لها ولغيرها من ديار مضر من قبل عمه سيف الدولة ، فعسفهم نوابه وظلموهم ، وطرحوا المتعة على التجار من أهل حران ، وبالغوا في ظلمهم .

            وكان هبة الله عند عمه سيف الدولة بحلب ، فثار أهلها على نوابه وطردوهم ، فسمع هبة الله بالخبر ، فسار إليهم وحاربهم ، وحصرهم ، فقاتلهم وقاتلوه أكثر من شهرين ، فقتل منهم خلق كثير ، فلما رأى سيف الدولة شدة الأمر واتصال الشر ، قرب منهم وراسلهم ، وأجابهم إلى ما يريدون ، فاصطلحوا وفتحوا أبواب البلد ، وهرب منه العيارون خوفا من هبة الله .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية