الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفيها كان دخول المعز الفاطمي إلى الديار المصرية ، وصحبته توابيت آبائه فوصل إلى الإسكندرية في شعبان منها ، وقد تلقاه أعيان مصر إليها ، فخطب الناس هنالك خطبة بليغة ارتجالا ، ذكر فيها فضلهم وشرفهم ، وقد كذب فقال فيها : إن الله أغاث الرعايا بهم وبدولتهم ، وحكى ذلك عنه قاضي بلاد مصر ، وكان جالسا إلى جنبه ، فسأله : هل رأيت خليفة أفضل مني ؟ فقال له : لم أر أحدا من الخلائف سوى أمير المؤمنين ، فقال له : أحججت ؟ قال : نعم ، قال : وزرت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، قال : وقبر أبي بكر وعمر ؟ قال : فتحيرت ماذا أقول ، ثم نظرت فإذا ابنه قائم مع كبار الأمراء ، فقلت : شغلني عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن السلام على ولي العهد ، ونهضت إليه فسلمت عليه ، ورجعت ، فانفسح المجلس إلى غيري .

            ثم سار من الإسكندرية إلى مصر ، فدخلها في الخامس من رمضان من هذه السنة ، فنزل القصرين ، فقيل : إنه أول ما دخل إلى محل ملكه خر ساجدا شكرا لله عز وجل .

            ثم كان أول حكومة انتهت إليه أن امرأة كافور الإخشيدي تقدمت إليه ، فذكرت أنها كانت أودعت رجلا من اليهود الصواغ قباء من لؤلؤ منسوج بالذهب ، وأنه جحد ذلك ، فاستحضره وقرره ، فجحد اليهودي ذلك وأنكره ، فأمر عند ذلك المعز ، بأن تحفر داره ، ويستخرج ما فيها ، فوجدوا القباء بعينه قد جعله في جرة ودفنها فيها ، فسلمه المعز إليها ، فقدمته إليه وعرضته عليه ، فأبى أن يقبله منها ورده عليها ، فاستحسن منه ذلك الحاضرون من مؤمن وكافر . وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية