ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2705 - إبراهيم بن محمد بن سختويه بن عبد الله أبو إسحاق المزكي النيسابوري .
سمع بنيسابور محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق السراج وغيرهما ، وسمع من عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره ، وببغداد من أبي حامد الحضرمي وطبقته ، وبالحجاز من أبي عبيد الله الجيزي ونظرائه ، وبسرخس من محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأقرانه ، ، مكثرا [ مواصلا ] للحج ، انتخب عليه ببغداد أبو الحسن الدارقطني ، وكتب الناس بانتخابه علما كثيرا ، وروى كتبا كبارا . وكان ثقة ثبتا
قال إبراهيم المزكي : أنفقت على الحديث بدرا من الدنانير ، وقدمت بغداد في سنة ست عشرة لأسمع من ابن صاعد ، ومعي خمسون ألف درهم بضاعة ، فرجعت إلى نيسابور ومعي أقل من ثلثها ، أنفقت ما ذهب منها على أصحاب الحديث .
عن محمد بن عبد الله الحافظ قال: كان إبراهيم بن محمد المزكي من العباد المجتهدين الحجاجين المنفقين على العلماء ، والمستورين ، عقد له الإملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، وهو أسود الرأس واللحية ، وزكى في تلك السنة ، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الأصم ، وتوفي بسوسنقين ليلة الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، وحمل تابوته فصلينا عليه ، ودفن في داره وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة ، وسوسنقين منزل بين همذان وساوة ،
2706 - الحسين بن عمر بن أبي عمر القاضي ، أبو محمد بن أبي الحسين
ولاه الراضي قضاء مدينة المنصور ، وهو حدث السن ، ثم ولي المتقي ، فأقره على ذلك إلى جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ثم صرفه فقدم أصبهان ، وحدث عن البغوي ، وابن صاعد ، وولي قضاء يزد ، وتوفي بها .
2707 - سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد ، أبو عمر البرذعي .
قدم بغداد ، وحدث بها عن جماعة ، فروى عنه الدارقطني ، وكان أحد الحفاظ ، كتب عن يحيى بن محمد بن منده ، وطبقته ، وتوفي في هذه السنة .
2708 - السري بن أحمد بن السري ، أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي الشاعر .
له معان حسان ، وهو مجود ، وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان ، وكان بينه وبين الخالديين أبي بكر وأبي عثمان ، محمد وسعيد أهاج كثيرة ، فبالغا في أذاه ، وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره ، فانحدر إلى بغداد ، ومدح الوزير أبا محمد المهلبي ، فانحدر الخالديان وراءه ، ودخلا على المهلبي ، وثلبا وحصلا في جملة منادميه وجعلا [ هجيراهما ] ثلبه ، فآل به الأمر إلى عدم القوت ، وركبه الدين ، ومات ببغداد ،
2709 - عبد الملك بن الحسن بن يوسف ، أبو عمرو المعدل ، ويعرف بابن السقطي .
سمع أبا مسلم الكجي ، ويوسف القاضي ، وجعفر الفريابي ، والبغوي ، روى عنه أبو نعيم الحافظ ، وأبو علي بن شاذان ، ، وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة ، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة . وكان ثقة ، ولم يزل مقبول الشهادة عند القضاة
2710 - محمد بن أبي الحسن بن كوثر بن علي ، أبو بحر البربهاري .
حدث عن محمد بن الفرج الأزرق ، ومحمد بن غالب التمتام ، وإبراهيم الحربي ، والباغندي ، والكديمي ، وغيرهم . روى عنه ابن رزقويه والبرقاني ، وأبو نعيم ، وانتخب عليه الدارقطني ، وقال: اقتصروا على حديث أبي بحر على ما انتخبته ، فقد كان له أصل صحيح ، وسماع [ صحيح ] ، وأصل رديء ، فحدث بذا وبذاك فأفسده .
قال أبو بكر البرقاني : سمعت من أبي بحر ، وحضرت عنده يوما فقال ابن السرخسي :
سأريكم أن الشيخ كذاب ، وقال لأبي بحر : أيها الشيخ ، فلان بن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني ، هل سمعت منه ؟ قال أبو بحر : نعم ، قد سمعت منه . قال أبو بكر : وكان ابن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه .
عن أبي بحر قال: خرج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس [ في الصحيح . قلت له! كذلك فعل أبو نعيم الحافظ ، فقال أبو بكر : ما يساوي أبو بحر عندي كعبا . ثم سمعته ذكره مرة أخرى فقال: كان كذابا . وقال ابن أبي الفوارس ] : كان مخلطا ، وقال أبو الحسن بن الفرات : ظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة ، منها: أنه حدث عن يحيى بن أبي طالب ، وعبدوس المدائني ، فغفله قوم من أصحاب الحديث ، فقروا ذلك عليه ، وكانت له أصول جيدة ، فخلط ذلك بغيره ، وغلبت الغفلة عليه . وتوفي في هذه السنة . وفيها توفي أبو العباس محمد بن الحسن بن سعيد المخرمي الصوفي صاحب الشبلي بمكة . وممن توفي فيها من الأعيان :
القاضي الحسين بن محمد بن أحمد ، أبو علي المروروذي
أحد مشايخ المذهب في زمانه ، وله التعليقة المشهورة ، تفقه بأبي بكر القفال المروزي وأخذ عنه جماعة منهم البغوي صاحب " التهذيب " و " التفسير " و " شرح السنة " و " المصابيح " وغير ذلك ، وقد ذكرته في الطبقات بما فيه كفاية . قال ابن خلكان وإذا قال الإمام والغزالي : قال القاضي . فهو هذا ، والله تعالى أعلم .