وفاة علي بن محمد الأحدب المزور
وفيها ، وكان يكتب على خط كل واحد فلا يشك المكتوب عنه أنه خطه ، وكان عضد الدولة إذا أراد الإيقاع بين الملوك أمره أن يكتب على خط بعضهم إليه في الموافقة على من يريد إفساد الحال بينهما ، ثم يتوصل ليصل المكتوب إليه ، فيفسد الحال . وكان هذا الأحدب ربما ختمت يده لهذا السبب . توفي علي بن محمد الأحدب المزور
زيادة نهر الفرات
وفيها ، وتمردت الصراة ، وخربت قناطرها العتيقة الجديدة ، وأشفى أهل الجانب الغربي من بغداذ على الغرق ، وبقيت الزيادة بها وبدجلة ثلاثة أشهر ثم نقصت . زادت الفرات زيادة عظيمة جاوزت المألوف ، وغرق كثير من الغلات
زفاف ابنة عضد الدولة إلى الخليفة الطائع
وفيها زفت ابنة عضد الدولة إلى الخليفة الطائع ، ومعها من الجواهر شيء لا يحصى .
هدية من صاحب اليمن لعضد الدولة
وفيها ورد على عضد الدولة هدية من صاحب اليمن فيها قطعة واحدة [ من ] عنبر وزنها ستة وخمسون ، رطلا . من حج بالناس هذه السنة
وحج بالناس أبو الفتح أحمد بن عمر بن يحيى العلوي ، وخطب بمكة والمدينة للعزيز بالله صاحب مصر العلوي . ركوب المطيع لمعز الدولة لتعزيته في وفاة أخته
قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان : لم تكن العادة جارية بخروج الخلفاء لتلقي أحد من الأمراء ، فلما توفيت فاطمة أخت معز الدولة أبي الحسين ركب المطيع إلى معز الدولة يعزيه عنها ، فنزل معز الدولة ، وقبل الأرض بين يديه ، وأكثر الشكر ، فلما صار عضد الدولة إلى بغداد في الدفعة الأخيرة مستوليا على الأمور فيها ، أنفذ أبا الحسن محمد بن عمر العلوي من معسكره ندبا إلى حضرة الطائع ، فوافى [ باب ] دار الخلافة نصف الليل ، وراسل بأنه قد حضر في مهم .
فجلس له الطائع وأوصله فقال: يا مولانا أمير المؤمنين ، قد ورد هذا الملك ، وهو من الملوك المتقدمين ، وجاري مجرى الأكاسرة المعظمين ، وقد أمل من مولانا التمييز عن من تقدمه ، والتشريف بالاستقبال الذي يتبين على جميل الرأي فيه ، فقال الطائع : نحن له معتقدون ، وعليه معتزمون ، وبه قبل السؤال متبرعون ، فأعلمه ذلك ، قال ابن حاجب النعمان : ولم يكن للطائع نية في ذلك ولا هم به ، لأنه علم أنه لا يجوز رده؛ فأحب أن يجعل المنة ابتداء منه .
قال محمد بن عمر : فعدت إلى عضد الدولة من وقتي ، فعرفته ما جرى فسر به ، وخرج الطائع من غد فتلقاه في دجلة ،
قال محمد بن عمر : فقال لي عضد الدولة ، هذه خدمة قد أحسنت القيام بها ، وبقيت أخرى لا نعرف فيها غيرك ، وهي منع العوام من لقائنا بدعاء وصياح . فقلت: يا مولانا تدخل إلى البلد قد تطلعت نفوس أهله إليك ، ثم تريد منهم السكوت ؟ ! فقال: ما نعرف في كفهم سواك! وكان أهل بغداد قد تلقوه مرة بالكلام السفيه ، فما أحب أن تدعو له تلك الألسنة . قال: فدعوت أصحاب المعونة ، وقلت: قد أمر الملك بكذا وتوعد ما يجري من ضده بضرب العنق ، فأشاعوا في العوام ذلك ، وخوفوا من ينطق بالقتل ، فاجتاز عضد الدولة ، فرأى الأمر على ما أراد ، فعجب من طاعة العوام لمحمد بن عمر ، فقال: هؤلاء أضعاف جندنا ، وقد أطاعوه ، فلو أراد بنا سوءا كان ، ورأى في روزنامج ألف ألف وثلاثمائة ألف درهم ، باسم محمد بن عمر مما أداه من معاملاته ، فقبض عليه واستولى على أمواله . القبض على الصيدلاوي وقتله
، فدس إليه جماعة من الصعاليك ، أظهروا الانحياز إليه ، فلما خالطوه قبضوا عليه ، وحملوه أسيرا إلى الكوفة ، فقتل وحمل رأسه إلى بغداد . وكان الصيدلاوي رجلا يقطع الطريق ، فاحتال عليه بعض الولاة