الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

            إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى ، أبو إسحاق ، المقرئ الخرقي  

            من أهل الجانب الشرقي ، كان يسكن سوق يحيى ، وحدث عن جماعة ، وروى عنه التنوخي ، والجوهري ، وكان ثقة صالحا   . توفي في ذي الحجة من هذه السنة . أبو يعقوب الشيباني النسوي

            إسحاق بن سعد بن الحسين بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز ، أبو يعقوب الشيباني النسوي

            ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، روى عن جده الحسن ، وعن محمد بن إسحاق السراج ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، كتب عنه الناس بانتخاب الدارقطني ، وكان ثقة   . توفي في هذه السنة . عبد الله بن موسى بن إسحاق ، أبو العباس الهاشمي

            روى عن ابن بنت منيع ، وابن أبي داود ، وقاسم المطرز ، وأبي خبيب البرقي ، وغيرهم ، وكان ثقة أمينا من أهل القرآن والحديث  ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة . محمد بن أحمد بن بالويه ، أبو علي النيسابوري المعدل

            سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق السراج ، وغيرهم ، وكان ثقة  ، وتوفي بنيسابور يوم الخميس سلخ شوال هذه السنة ، عن أربع وتسعين سنة . محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال ، أبو الفرج الأسدي

            ولد في سنة تسع وتسعين ومائتين وسمع الباغندي وأبا عمر القاضي وأبا بكر بن أبي داود ،

            وقال العتقي : توفي أبو الفرج بن عبدان في ذي الحجة من هذه السنة وهي سنة أربع [ وسبعين ] وثلاثمائة ،وكان ثقة مأمونا   . محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل أبو علي البزاز العطشي

            سمع جعفر بن محمد الفريابي وأبا يعلى الموصلي وابن جرير الطبري والباغندي وغيرهم .

            قال أحمد ابن محمد العتيقي : سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها مات أبو علي العطشي في ذي الحجة وكان ثقة مأمونا   . محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح ، صاحب المصلى ، يكنى أبا الفرج

            حدث عن الهيثم بن خلف الدوري ، والباغندي ، وخلق كثير ، روى عنه أبو الحسن النعيمي ، وأبو القاسم التنوخي أحاديث تدل على سوء ضبطه وضعف حاله ، وهو سيئ الحال عندهم  ، توفي في هذه السنة بالبصرة محمد بن الحسن بن محمد ، أبو عبد الله الرازي السراجي

            سمع ابن أبي حاتم وغيره ، روى عنه ابن رزقويه ، والبرقاني وقال: هو ثقة   .

            وقال العتيقي : كان ثقة أمينا مستورا ، توفي في ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة في هذه السنة . محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي الموصلي

            روى عن أبي يعلى الموصلي ، وابن جرير الطبري ، وأبي عروبة ، والباغندي ، وغيرهم ، وكان حافظا ، وله تصانيف في علوم الحديث .

            قال [ أبو ] النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي : رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح الأزدي جدا ، ولا يعدونه شيئا .

            قال: وحدثني محمد بن صدقة أن أبا الفتح قدم بغداد على الأمير . - يعني ابن بويه - فوضع له حديثا: أن جبريل عليه السلام كان ينزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورته ، فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة . قال الخطيب : وسألت أبا بكر البرقاني ، فأشار إلى أنه كان ضعيفا . قال: ورأيته بجامع المدينة ، وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه  ، توفي في هذه السنة ، وبعضهم يقول: في سنة تسع وستين وثلاثمائة . محمد بن الحسين بن إبراهيم بن مهران ، أبو بكر الحربي

            سمع أبا جعفر بن بريه ، ودعلج بن أحمد ، روى عنه الأزهري وكان ثقة وقال: كان شيخا صالحا   . الخطيب أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الحذاء   - بطن من قضاعة ، وقيل : من إياد - الفارقي

            خطيب حلب أيام سيف الدولة بن حمدان ، ولهذا أكثر ديوانه الخطب الجهادية ، ولم يسبق إلى مثل ديوانه هذا ، ولا يلحق فيه - إلا أن يشاء الله - لأنه كان فصيحا بليغا ذكيا دينا ورعا . روى الشيخ تاج الدين الكندي عنه أنه خطب يوم جمعة بخطبة المنام ، ثم رأى ليلة السبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه بين المقابر ، فلما أقبل عليه قال له : مرحبا بخطيب الخطباء . ثم أومأ إلى القبور ، فقال لابن نباتة : كيف تقول ؟ قال : فقلت : كأنهم لم يكونوا للعيون قرة ، ولم يعدوا في الأحياء مرة ، فتمم الكلام ابن نباتة ، حتى انتهى إلى قوله : يوم تكونون شهداء على الناس - وأشار إلى الصحابة - ويكون الرسول عليكم شهيدا ، وأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أحسنت أحسنت ، ادنه ادنه ، فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ، وتفل في فيه ، وقال : وفقك الله ، فاستيقظ ، وبه من السرور أمر كبير ، وعلى وجهه نور وبهاء ، ولم يعش بعد ذلك إلا ثمانية عشر يوما ، لم يستطعم فيها بطعام ، ويوجد من فيه مثل رائحة المسك حتى مات ، رحمه الله .

            قال ابن الأزرق الفارقي : ولد ابن نباتة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفي في سنة أربع وسبعين وهي هذه السنة ، رحمه الله وإيانا . حكاه ابن خلكان . علي بن كامة

            وفيها توفي علي بن كامة ، مقدم عسكر ركن الدولة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية