الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

            أحمد بن محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الجراح ، أبو بكر الخزاز:  

            روى عن جماعة منهم ابن دريد وابن الأنباري ، وكان ثقة صدوقا ، فاضلا ، أديبا  ، كثير الكتب ، ظاهر الثروة .

            قال التنوخي قال: كان أبو بكر الجراح يقول: كتبي بعشرة آلاف درهم ، وجاريتي بعشرة آلاف درهم ، وسلاحي بعشرة آلاف درهم ، ودوابي بعشرة آلاف درهم . قال التنوخي : وكان أحد الفرسان يلبس أداته ويركب فرسه ويخرج إلى الميدان ، ويطارد الفرسان فيه ، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة . أحمد بن الحسين بن مهران أبو بكر المقرئ:

            توفي في شوال هذه السنة ، قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ : توفي أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ يوم الأربعاء سابع عشرين شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ستة وثمانين سنة ، وتوفي في ذلك اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة قال: فحدثني عمر بن أحمد الزاهد ، قال: سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنه رأى أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت له: أيها الأستاذ ما فعل الله بك ، فقال: إن الله عز وجل أقام أبا الحسن العامري بإزائي ، وقال: هذا فداؤك من النار . الحسين بن عمر بن عمران بن حبيش ، أبو عبد الله الضراب ، ويعرف: بابن الضرير:

            ولد سنة تسع وتسعين ومائتين ، فروى عن الباغندي ، وروى عنه الأزهري ، والتنوخي ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة وكان ثقة   . عبيد الله بن أحمد بن معروف ، أبو محمد:

            ولد سنة ست وثلاثمائة ، وولي قضاء [ القضاة ] ببغداد ، وحدث عن ابن صاعد وغيره ، روى عنه الخلال ، والأزهري ، وأبو جعفر بن المسلمة ، وكان من العلماء الثقات ، العقلاء ، الفطناء الألباء ، وكان وسيم المنظر مليح الملبس . مهيبا عفيفا عن الأموال .

            قال أبو القاسم التنوخي يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عباد يقول: كنت أشتهي [ أن ] أدخل بغداد وأشاهد جراءة محمد بن عمر العلوي ، وتنسك أبي أحمد الموسوي ، وظرف أبي محمد بن معروف ،

            قال العتيقي : كان لأبي محمد بن معروف في كل سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث ، أول يوم المحرم ، وأول يوم من رجب ، ولم يكن له سماع كثير ، وكان مجردا في مذهب الاعتزال ، وكان عفيفا نزها في القضاء لم ير مثله في عفته ونزاهته .

            توفي في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وصلى عليه في داره أبو أحمد الموسوي وكبر عليه خمسا ثم حمل إلى جامع المنصور ، وصلى عليه ابنه وكبر عليه أربعا ، ثم حمل إلى داره على شاطئ دجلة فدفن فيها . أبو الفضل الزهري

            عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو الفضل الزهري:

            ولد سنة تسعين ومائتين وسمع جعفر بن محمد الفريابي ، وأبا القاسم وخلقا كثيرا ، روى عنه البرقاني ، والخلال ، والأزهري ، وكان ثقة من الصالحين  ،

            قال العتيقي : سمعت أبا الفضل الزهري يقول: حضرت مجلس جعفر بن محمد الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل فلم يبق غيري وجعل يبكي .

            قال التنوخي : سأل أبي أبا الحسن الدارقطني وأنا أسمع ، عن أبي الفضل الزهري فقال: هو ثقة صدوق   [ صاحب كتاب ] وليس بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إلا من قد روى عنه الحديث .

            [ ثم قال الخطيب ]: حدثنا الصوري قال: حدثني بعض الشيوخ أنه حضر مجلس القاضي أبي محمد بن معروف يوما ، فدخل أبو الفضل الزهري ، وكان أبو الحسين بن المظفر حاضرا ، فقام عن مكانه وأجلس أبا الفضل فيه ، ولم يكن ابن معروف يعرف أبا الفضل ، فأقبل عليه ابن المظفر فقال: أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وهو محدث وآباؤه كلهم محدثون إلى عبد الرحمن بن عوف ،

            ثم قال ابن المظفر : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد الزهري والد هذا الشيخ ، وحدثنا فلان عن أبيه محمد بن عبيد الله ، وحدثنا فلان عن جده عبيد الله بن سعد ولم يزل يروي لكل واحد من آباء أبي الفضل حديثا حتى انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف ،

            توفي أبو الفضل في ربيع الآخر من هذه السنة . أبو بكر المعروف بابن المقري الأصبهاني

            وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان أبو بكر المعروف بابن المقري الأصبهاني ، وله ست وتسعون سنة ، وهو راوي مسند أبي يعلى الموصلي عنه . يحيى بن محمد بن الروزبهان ، أبو زكريا يعرف بالدنبائي

            جد عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي لأمه من أهل واسط ،

            قال أبو بكر بن ثابت : حدثنا عنه ابن بنته أبو القاسم الأزهري قال: سمعته يقول: ما رفعت ذيلي على حرام قط .

            جوهر بن عبد الله القائد

            جوهر بن عبد الله القائد  

            باني القاهرة المعزية ، أصله رومي ، ويعرف بالكاتب ، أرسله مولاه المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي المدعي أنه فاطمي من إفريقية لأخذ مصر عند اضطراب جيشها بعد موت كافور الإخشيدي فأقاموا عليهم أحمد بن علي بن الإخشيد ، فلم يجتمعوا عليه ، فأرسل بعضهم إلى المعز يستنجد به ، فأرسل مولاه جوهرا هذا في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، فوصل إلى القاهرة في شعبان منها في مائة ألف مقاتل ، ومعه من الأموال ألف ومائتا صندوق لينفقه في ذلك ، فانزعج الناس وأرسلوا يطلبون منه الأمان فأمنهم ، فلم يرض الجيش بذلك ، وبرزوا لقتاله فكسرهم ، وجدد الأمان لأهلها ، ودخلها يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلت من شعبان ، فشق مصر ، ونزل في مكان القاهرة اليوم ، وأسس من ليلته القصرين ، وخطب يوم الجمعة الآتية ، فقطع خطبة بني العباس وعوض بمولاه ، وذكر الأئمة الاثني عشر ، وأذن بحي على خير العمل ، وكان يظهر الإحسان إلى الناس ، ويجلس كل يوم سبت مع الوزير جعفر بن الفرات والقاضي ، واجتهد في تكميل القاهرة وفرغ من جامعها سريعا ، وخطب به في سنة إحدى وستين ، وهو الذي يقال له : جامع الأزهر ، ثم أرسل جعفر بن فلاح إلى الشام فأخذها للمعز ، وقدم مولاه المعز في سنة ثنتين وستين كما تقدم ، فنزل بالقصرين ، ولم تزل منزلته عالية عنده ، ثم كانت وفاته في هذه السنة ، وقام في منصبه وعظمته ابنه الحسين الذي كان يقال له : قائد القواد ، وهو أكبر أمراء الحاكم بن العزيز بن المعز ، ثم كان قتله على يديه في سنة إحدى وأربعمائة ، وقتل معه صهره زوج أخته القاضي عبد العزيز بن النعمان ، وأظن هذا القاضي هو مصنف كتاب " البلاغ الأكبر والناموس الأعظم " الذي فيه من الكفر ما لم يصل إبليس إلى مثله ، وقد رد على هذا الكتاب القاضي أبو بكر الباقلاني ، رحمه الله .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية