الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            الحسين بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بكير ، أبو عبد الله الصيرفي   :

            ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، وسمع إسماعيل الصفار ، وأبا عمرو بن السماك ، والنجاد ، والخلدي ، وأبا بكر الشافعي . روى عنه ابن شاهين ، والأزهري ، والتنوخي ، وكان حافظا ، وروى حديثا فكتبه عنه الدارقطني وابن شاهين .

            وقال الخطيب : قال لي الأزهري : كنت أحضر عند أبي عبد الله بن بكير وبين يديه أجزاء كتاب قد خرج فيها أحاديث فأنظر في بعضها فيقول : أيما أحب إليك ، تذكر لي متن ما تريد من هذه الأحاديث حتى أخبرك بإسناده ، أو تذكر لي إسناده حتى أخبرك بمتنه ؟ فكنت أذكر له المتون فيخبرني بالأسانيد من حفظه كما في كتابه ، وفعلت هذا مرارا كثيرة .

            قال : وكان ثقة فحسدوه فتكلموا فيه .

            قال الخطيب : وممن تكلم فيه ابن أبي الفوارس ، فقال : كان يتساهل في الحديث ويلحق في أصول المشايخ ما ليس فيها ، ويصل المقاطيع ، ويزيد الأسماء في الأسانيد .

            توفي في ربيع الآخر من هذه السنة . عبد العزيز بن يوسف ، الجكار ، أبو القاسم   :

            كان كاتب الإنشاء لعضد الدولة ثم وزر لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر ، وكان يقول الشعر ، وتوفي في شوال هذه السنة .

            عبيد الله بن عمرو بن محمد بن المنتاب ، أبو القاسم الهمذاني   :

            ولد سنة إحدى وثلاثمائة وسمع ابن صاعد وابن السماك ، روى عنه التنوخي والعتيقي ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة . محمد بن أحمد بن إبراهيم ، أبو الفرج المقرئ المعروف بغلام الشنبوذي   :

            ولد في سنة ثلاثمائة ، وروى عن أبي الحسن بن شنبوذ وغيره كتبا في القراءات ، وتكلم الناس في رواياته وأساء الدارقطني القول فيه ، والثناء عليه .

            قال أبا الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي : يذكر أبا الفرج الشنبوذي ، فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير ، وقال : سمعته يقول : أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن ، توفي [أبو الفرج الشنبوذي ] في صفر هذه السنة ، وقيل : في سنة سبع وثمانين . محمد بن أحمد بن محمي ، أبو بكر الجوهري  

            ولد سنة إحدى وثلاثمائة ، وسمع البغوي .

            وقال الخطيب ، قال : سألت الأزهري عنه ، فقال : ثقة ، وكذلك قال العتيقي : ثقة مأمون .

            توفي في شعبان هذه السنة . محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش ، أبو بكر السمسار   :

            سمع إسماعيل بن محمد الصفار ، وأبا عمرو بن السماك ، وأبا بكر النجاد ، والخلدي وكان صدوقا من أهل القرآن ، ويذهب في الفقه مذهب أحمد بن حنبل .

            وتوفي أول محرم هذه السنة . محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد البحيري   :

            قدم بغداد ، وحدث بها ، روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي . محمد بن الحسن بن عبدان بن الحسن بن مهران ، أبو بكر   :

            سمع البغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي .

            وعن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، وسألته عنه فقلت : أكان ثقة ؟ فقال : فوق الثقة وتوفي في هذه السنة .

            محمد بن الحسن [ابن محمد ] بن أحمد بن محمويه   :

            حدث ببغداد عن البغوي ، وابن مجاهد وأبي بكر وأبي داود . روى عنه القاضي أبو عبد الله الصيمري . محمد بن الحسن بن المظفر ، أبو علي اللغوي المعروف بالحاتمي   :

            روى عن أبي عمر الزاهد وغيره .

            وعن علي بن المحسن التنوخي ، قال لي : مات يوم الأربعاء لثلاث بقين من ربيع الآخر من هذه السنة . أبو سليمان حمد - ويقال : أحمد - بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي البستي  

            أحد المشاهير الأعيان ، والفقهاء المحدثين المكثرين ، له من المصنفات " معالم السنن " و " شرح البخاري " وغير ذلك من التصانيف النافعة المفيدة ، وله شعر حسن ، فمنه قوله :


            ما دمت حيا فدار الناس كلهم فإنما أنت في دار المداراة     من يدر دارى ومن لم يدر سوف يرى
            عما قليل نديما للندامات

            وكانت وفاته بمدينة بست في ربيع الأول من هذه السنة . قاله ابن خلكان .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية