ذكر البيعة لولي العهد
في هذه السنة ، في ربيع الأول ، أمر القادر بالله بالبيعة لولده أبي الفضل بولاية العهد ، وأحضر حجاج خراسان وأعلمهم ذلك ، ولقبه الغالب بالله .
وكان سبب البيعة له أن أبا عبد الله بن عثمان الواثقي ، من ولد الواثق بالله أمير المؤمنين ، كان من أهل نصيبين ، فقصد بغداذ ، ثم سار عنها إلى خراسان ، وعبر النهر إلى هارون بن أيلك بغراخاقان ، وصحبه الفقيه أبو الفضل التميمي ، وأظهر أنه رسول من الخليفة إلى هارون يأمره بالبيعة لهذا الواثقي ، فإنه ولي عهد ، فأجابه خاقان إلى ذلك ، وبايع له وخطب له ببلاده وأنفق عليه . فبلغ ذلك القادر بالله ، فعظم عليه ، وراسل خاقان في معناه ، فلم يصغ إلى رسالته .
فلما توفي هارون خاقان ، وولي بعده أحمد قراخاقان ، كاتبه الخليفة في معناه ، فأمر بإبعاده ، فحينئذ بايع الخليفة لولده بولاية العهد .
وأما الواثقي فإنه خرج من عند أحمد قراخاقان وقصد بغداذ فعرف بها وطلب ، فهرب منها إلى البصرة ، ثم إلى فارس وكرمان ، ثم إلى بلاد الترك ، فلم يتم له ما أراد ، وراسل الخليفة الملوك يطلبه ، فضاقت عليه الأرض ، وسار إلى خوارزم وأقام بها ، ثم فارقها ، فأخذه يمين الدولة محمود بن سبكتكين فحبسه ( في قلعة ) إلى أن توفي بها .