الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في هذه السنة ، في رمضان ، طلع كوكب كبير له ذؤابة  ، وفي ذي القعدة انقض كوكب كبير أيضا كضوء القمر عند تمامه ، وانمحق نوره وبقي جرمه يتموج . فيها ، في ذي الحجة ، ولد الأمير أبو علي الحسن بن بهاء الدولة  ، وهو الذي ملك الأمر ، وتلقب بمشرف الدولة . وفيها هرب الوزير أبو العباس الضبي ، وزير مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه ، من الري إلى بدر بن حسنويه ، فأكرمه ، وقام بالوزارة بعده الخطير أبو علي . وفيها ولى الحاكم بأمر الله على دمشق  ، وقيادة العساكر الشامية ، أبا محمد الأسود ، واسمه تمصولت ، فقدم إليها ، ونزل في قصر الإمارة ، فأقام واليا عليها سنة وشهرين ومن أعماله فيها أنه أطاف إنسانا مغربيا ، وشهره ، ونادى عليه : هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر ! ثم أخرجه عنها . وفي هذا الشهر قبض مهذب الدولة أبو الحسن علي بن نصر على سابور بن أردشير لأمر اتهمه به  ، فأقام في الاعتقال إلى أن ملك البطيحة أبو العباس [بن ] واصل فأطلقه . وفي أوائل صفر غلت الأسعار ، وعدمت الحنطة  ، وبلغ الكر من الحنطة مائة وعشرين دينارا . وفي هذه السنة مضى عميد الجيوش إلى النجمي ، ومضى إلى سورا واستدعى سند الدولة أبا الحسن علي بن مزيد  ، وقرر عليه أربعين ألف دينار في كل سنة عن بلاده ، وأقره عليها . [منع عميد الجيوش أهل الكرخ وباب الطاق من النوح في عاشوراء   ]

            فمن الحوادث فيها : أن عميد الجيوش منع أهل الكرخ وباب الطاق في عاشوراء من النوح في المشاهد ، وتعليق المسوح في الأسواق فامتنعوا ، ومنع أهل باب البصرة وباب الشعير من مثل ذلك فيما نسبوه إلى مقتل مصعب بن الزبير بن العوام . وقبض بهاء الدولة على وزيره أبي غالب محمد بن خلف  يوم الخميس لخمس بقين من المحرم ، وقرر عليه مائة ألف دينار قاسانية .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية