الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            تمنى أم القادر بالله :

            قال عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، أن أم القادر بالله مولاة عبد الواحد ابن المقتدر بالله [قال ] : وكانت من أهل الدين والفضل والخير ، توفيت يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان ، وصلى عليها القادر بالله في داره ، ثم حملت بعد صلاة عشاء الآخرة في ليلة السبت الرابع والعشرين من شعبان سنة تسع تسعين وثلاثمائة في الطيار إلى الرصافة ، فدفنت هناك . الحسين بن حيدرة ، بن عمر بن الحسين ، أبو الخطاب الداودي الشاهد   :

            كان ينزل الجانب الشرقي وحدث عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ، وغيره . روى عنه الخلال ، والأزجي ، وكان ثقة ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة . عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين ، أبو أحمد الطبراني  



            سمع ببغداد وبمكة من جماعة ، وكان مكثرا سمع منه الدارقطني ، وعبد الغني وعاد إلى الشام واستوطن موضعا يعرف بالأكواخ عند بانياس في أصل جبل ، فأقام هناك يتعبد إلى أن توفي في ربيع الأول من هذه السنة . محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ، أبو مسلم كاتب الوزير أبي الفضل ابن حنزابة   :

            نزل بمصر ، وحدث بها عن البغوي ، وابن أبي داود ، وابن صاعد ، وابن دريد ، وابن مجاهد ، وابن عرفة ، وغيرهم وكان آخر من بقي من أصحاب البغوي .

            وقال أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب ، وكان من أهل الفضل العلم والمعرفة بالحديث ، وكتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغني أفهم منه ، وقال : ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد كان سماعه فيه صحيحا ، وما عدا ذلك مفسود قال الصوري : وقد اطلع منه على تخليط ، ومات في آخر هذه السنة . محمد [بن علي ] بن إسحاق

            ويعرف إسحاق بالمهلوس بن العباس بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يكنى [محمد ] أبا طالب :

            ولد سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وكان أحد الزهاد ، وكان القادر بالله يعظمه لدينه وحسن طريقته ، وقد روى عن الشبلي . وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة . أبو داود بن سيامرد بن باجعفر

            وفيها توفي أبو داود بن سيامرد بن باجعفر  ، ودفن عند قبر النذور بنهر المعلى ، وقبته مشهورة ، وأبو محمد البافي الفقيه الشافعي ، وهو القائل :


            يا ذا الذي قاسمني في البلى ، فاختار أن يسكنه أولا     ما وطنت نفسي ، ولكنها
            تسري إليكم منزلا منزلا



            أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن

            أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري  

            صاحب كتاب " الزيج الحاكمي " في أربع مجلدات ، كان أبوه من أكابر المحدثين من الحفاظ ، وقد أرخ لمصر تاريخا نافعا يرجع إليه العلماء ، وأما هذا فاشتغل بعلم النجوم ، فنال من شأنه منالا جيدا ، وكان شديد الاعتناء بعلم الرصد ، وكان مع هذا مغفلا ، سيئ الحال ، رث الثياب ، طويلا يتعمم على طرطور طويل ويتطيلس فوقه ، ويركب حمارا ، فمن رآه ضحك منه ، وكان يدخل على الحاكم فيكرمه ، ويذكر من تغفله ما يدل على عدم اعتنائه بأمر نفسه ، وكان شاهدا معدلا ، وله شعر جيد ، فمنه ما ذكره ابن خلكان :

            أحمل نشر الريح عند هبوبه     رسالة مشتاق لوجه حبيبه
            بنفسي من تحيا النفوس بقربه     ومن طابت الدنيا به وبطيبه
            وجدد وجدي طائف منه في الكرى     سرى موهنا في خفية من رقيبه
            لعمري لقد عطلت كأسي بعده     وغيبتها عني لطول مغيبه

            التالي السابق


            الخدمات العلمية