] [ورود الخبر بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر بن محمد الصادق بالمدينة من فتحها
وفي هذه السنة : ورد الخبر بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر بن محمد الصادق بالمدينة من فتحها وأخذ مصحفا وآلات كانت فيها ولم يتعرض لهذه الدار أحد منذ وفاة جعفر ، وكان الحاكم قد أنفذ في هذه السنة رجلا ومعه رسوم الحسنيين والحسينيين وزادهم فيها ورسم له أن يحضرهم ويعلمهم إشارة لفتح الدار والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر ، وحمل ذلك إلى حضرته ليراه ويرده إلى مكانه ، ووعدهم على ذلك الزيادة في البر فأجابوه ففتحت فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوق بحديد ودرقة خيزران وحربة وسرير فجمع وحمل ومضى معه جماعة من العلويين ، فلما وصلوا أطلق لهم النفقات [القريبة ] ورد عليهم السرير وأخذ الباقي ، وقال : أنا أحق به .
فانصرفوا ذامين له ، وأضاف الناس هذا إلى ما كان يفعله من الأمور التي خرق بها [العادات ] فدعى عليه ، فأمر بعمارة دار العلم وأحضر فيها العلماء والمحدثين وعمر الجامع وبالغ في ذلك ، فاتصل الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ، ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق دار العلم ومنع من كل ما نسخ فيه . وحج بالناس في هذه السنة أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوي . وكانت الخطبة بالحرمين في هذه السنة للحاكم العبيدي صاحب مصر والشام . وفيها مرض أبو محمد بن سهلان ، فاشتد مرضه ، فنذر إن عوفي بنى سورا على مشهد أمير المؤمنين علي ، عليه السلام ، فعوفي ، فأمر ببناء سور عليه ، فبني في هذه السنة ، تولى بناءه أبو إسحاق الأرجاني . وفيها ولد عدنان بن الشريف الرضي . ] [نقص الماء من دجلة نقصانا لم يعهد مثله
فمن الحوادث فيها :
أن الماء نقص في شهر ربيع الأول من دجلة نقصانا لم يعهد مثله ، وظهرت فيها جزائر لم تكن قبل ، وامتنع سير السفن فيها من أوانا والراشدية من أعالي دجلة ، وأنفذ بمن كرى هذا الموضع وكان كرى دجلة مما استظرف وعجب منه لأنه لم تكر دجلة إلا في هذه السنة . وفي جمادى الأولى ، وكان أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد ، وأحب أن يؤثر فيه أثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سورا حصينا مانعا لكثرة من يطرق الموضع من العرب ، وشرع في قضاء هذا النذر ففعل وعمل السور وأحكم وعلا وعرض ونصبت عليه أبواب وثيقة وبعضها حديد ، وتمم وفرغ منه وتحصن المشهد به وحسن الأثر فيه . بدئ ببناء السور على المشهد بالحائر ] [الإرجاف بالخليفة القادر
وفي رمضان أرجف بالخليفة القادر بالله ، فجلس للناس في يوم جمعة بعد الصلاة وعليه البردة وبيده القضيب وحضر أبو حامد الإسفراييني ، وسأل أبو الحسن ابن حاجب النعمان الخليفة أن يقرأ آيات من القرآن ليسمعها الناس ، فقرأ بصوت عال مسموع : لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا فبكى الناس وانصرفوا ودعوا . وفي ذي الحجة منها أعيد المؤيد هشام بن الحكم بن عبد الرحمن الأموي إلى ملكه بعد خلعه وحبسه مدة طويلة .