الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            إبراهيم بن محمد بن عبيد ، أبو مسعود الدمشقي الحافظ   :

            سافر الكثير وسمع وكتب ببغداد والكوفة والبصرة وواسط والأهواز وأصبهان وبلاد خراسان ، وكان له عناية بالصحيحين فعمل تعليقه أطراف الكتابين ، ولم يرو إلا اليسير ، وكان صدوقا دينا ورعا فهما ، روى عنه أبو القاسم الطبري .

            توفي ببغداد هذه السنة ، وأوصى إلى أبي حامد الإسفراييني ، فصلى عليه ودفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السكك . آدم بن محمد بن آدم ، أبو القاسم العكبري المعدل  

            حدث عن النجاد [وابن قانع ] وعمر بن جعفر بن مسلم وغيرهم ، وتوفي في صفر هذه السنة . الحسين بن المظفر بن أحمد بن عبد الله بن كنداج ، أبو عبد الله   :

            سمع إسماعيل بن محمد الصفار ، والخلدي ، وابن كامل القاضي ، روى عنه البرقاني ، وقال : ليس به بأس . كان من أولاد المحدثين [وكان يعرف ] . توفي في ذي الحجة من هذه السنة . خلف بن محمد بن علي بن حمدون ، أبو محمد الواسطي   :

            سمع الكثير ، ورافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في رحلته ، فسمع بجرجان ودخل بلاد خراسان وعاد إلى بغداد ، ثم خرج إلى الشام ودخل مصر وكتب الناس بانتخابه ، وخرج أطراف الصحيحين ، وكان له حفظ ومعرفة ، ونزل بعد ذلك ناحية الرملة فاشتغل بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات هناك ، روى عنه الأزهري . عبيد الله بن أحمد بن الهذيل ، أبو أحمد الكاتب   :

            حدث عن إسماعيل الصفار ، روى عنه الخلال ، وكان ثقة . توفي في محرم هذه السنة ، ودفن وراء الجامع بمدينة المنصور . عبيد الله بن عمر بن محمد ، أبو الفرج المصاحفي   :

            سمع أبا طاهر بن أبي هاشم المقرئ . وكان ثقة . توفي في شعبان هذه السنة . أبو الفتح محمد بن عناز

            وفيها مات أبو الفتح محمد بن عناز بحلوان  ، وكانت إمارته عشرين سنة ، وقام بعده ابنه أبو الشوك فسيرت إليه العساكر من بغداذ لقتاله ولقيهم أبو الشوك وقاتلهم قتالا شديدا ، وانهزم أبو الشوك إلى حلوان ، و أقام بها إلى أن أصلح حاله مع الوزير أبي غالب لما قدم العراق .

            وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر ( بن عمرو ) بن المهيا العقيلي ، وفي مقلد يجتمع آل المسيب وآل مقن ، وكان عمره مائة وعشر سنين ، وكان بخيلا شديد البخل ، وشهد مع القرامطة أخذ الحجر الأسود .

            وفيها توفي الأمير أبو نصر أحمد بن أبي الحارث محمد بن فريغون صاحب الجوزجان ، وكان صهر يمين الدولة على أخته ، وكان هو وأبوه قبله يحبان العلماء ويحسنان إليهم . أبو عبيد الهروي

            أبو عبيد الهروي ، صاحب " الغريبين " ، أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي  

            اللغوي البارع ، كان من علماء الناس في الأدب واللغة ، وكتابه " الغريبين " في معرفة غريب القرآن والحديث ، يدل على اطلاعه وتبحره في هذا الشأن ، وكان من تلامذة أبي منصور الأزهري .

            قال ابن خلكان : وقيل : إنه كان يحب البذلة ، ويتناول في الخلوة ، ويعاشر أهل الأدب في مجالس اللذة والطرب . سامحه الله تعالى .

            قال : وكانت وفاته في رجب سنة إحدى وأربعمائة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية