[كتب في ديوان الخلافة محاضر في معنى الذين بمصر ]
وفي هذا الشهر كتب في ديوان الخلافة محاضر في معنى الذين بمصر والقدح في أنسابهم ومذاهبهم ، وكانت نسخة ما قرئ منها ببغداد وأخذت فيه خطوط الأشراف والقضاة والفقهاء والصالحين والمعدلين والثقات والأماثل بما عندهم من العلم والمعرفة بنسب الديصانية ، وهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرمي أحزاب الكافرين ونطف الشياطين شهادة متقرب إلى الله جلت عظمته ، وممتعض للدين والإسلام ومعتقد إظهار ما أوجب الله تعالى على العلماء أن يبينوه للناس ولا يكتمونه [شهدوا جميعا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار المتلقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار والدمار والخزي والنكال والاستيصال ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد لا أسعده الله ، فإنه لما صار إلى الغرب تسمى بعبد الله وتلقب بالمهدي ومن تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس ، عليه وعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين ، أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ولا يتعلقون منه بسبب ، وأنه منزه عن باطلهم ، وأن الذي ادعوه من الانتساب إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أن أحدا من أهل بيوتات الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء ، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم ودعواهم شائعا بالحرمين ، وفى أول أمرهم بالغرب منتشرا انتشارا يمنع من أن يتدلس على أحد كذبهم أو يذهب وهم إلى تصديقهم ، وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون ، قد عطلوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلوا الخمور ، وسفكوا الدماء ، وسبوا الأنبياء ، ولعنوا السلف وادعوا الربوبية ، وكتب في ربيع الآخر من سنة اثنتين وأربعمائة .
وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير من العلويين : المرتضى ، والرضى وابن الأزرق الموسوي ، وأبو طاهر بن أبي الطيب ، ومحمد بن محمد بن عمر ، وابن أبي يعلى ، ومن القضاة : أبو محمد ابن الأكفاني ، وأبو القاسم الخرزي ، وأبو العباس السوري ، ومن الفقهاء : أبو حامد الإسفرائيني ، وأبو محمد الكشفلي ، وأبو الحسين القدوري ، وأبو عبد الله الصيمري ، وأبو عبد الله البيضاوي ، وأبو علي بن حمكان ، ومن الشهداء : أبو القاسم التنوخي . وقرئ بالبصرة وكتب فيه خلق كثير .