] [أذن فخر الملك لأهل الكرخ في عمل عاشوراء
فمن الحوادث فيها :
أن فخر الملك أذن لأهل الكرخ وباب الطاق في عمل عاشوراء ، فعلقوا المسوح ، وأقاموا النياحة في المشاهد . وفى ربيع الآخر أمر القادر بالله بعمارة مسجد الكف بقطيعة الدقيق وإعادة أبنيته ، ففعل ذلك وعمل لموضع الكف ملبن من صندل وضبب بفضة ، وعمل بين يديه درابزينات . وفي رجب وشعبان ورمضان : واصل فخر الملك الصدقات والحمول إلى المشاهد بمقابر قريش والحائر والكوفة ، وفرق الثياب والتمور والنفقات في العيد على الضعفاء ، وركب إلى الصلاة في الجوامع ، وأعطى الخطباء والعوام والمؤذنين الثياب والدنانير ، وتقدم ليلة الفطر يتأمل من في حبوس القضاة ، فمن كان محبوسا على دينار وعشرة قضى وما كان أكثر من ذلك كفل وأخرج ليعود بعد التعييد ، وأوعز بتمييز من في حبس المعونة ، وإطلاق من صغرت جنايته ووقعت توبته ، فكثر الدعاء له في المساجد والأسواق . وفي رمضان : تقدم فخر الملك بنقض الدار المعزية بحصيرة شارع دار الدقيق ، واستيثاق عمارتها ، وتغيير أبنيتها ، وعمل دور الحواشي جوارها ، فأنفق عليها الجملة الكثيرة ، وحملت إليها الآلات من كل بلد ، وجعل فيها المجالس الواسعة والحجر الكثيرة والأبنية الرائقة ، واستعملت لها الفروش بفارس والأهواز على مقادير بيوتها ومجالسها ، وعمل على الانتقال إليها [وسكناها ] ثم استبعد موضعها ورآه نائيا عن الكرخ ، فجعلها متنزها في الخلوات ومرسومة بالسمط والدعوات . وفي ليلة الأربعاء خامس شوال : . عصفت ريح سوداء فرمت من النخل أكثر من عشرة آلاف رأس ، فقطع إليهم مفازة من رمل وأصابه وأصحابه العطش كادوا يهلكون منه ، ثم تفضل الله سبحانه عليهم بسحابة أظلتهم ومطرت وشربوا وسقوا ووصلوا إلى القوم وهو خلق عظيم ومعهم ستمائة فيل ، فظفر بهم وأخذ غنائمهم وعاد . وكان أبو الحسين عبد الله بن دنجا عاملا على البصرة ، وكان ملقبا بذي الرتبتين ، وكان بينه وبين أبي سعد بن ماكولا وحشة ، فمرض أبو سعد مرضا صعبا فأنفذ أبو الحسين فوكل بداره ، ثم اعتل أبو الحسين ومات وتماثل أبو سعد فأنفذ إلى داره بأولئك الموكلين حتى احتاطوا على ماله وقبضوا على أصحابه . وفي ذي الحجة : وورد كتاب من يمين الدولة محمود بن سبكتكين إلى الخليفة بأنه غزا قوما من الكفار ، وفقدوا الماء فهلك منهم خلق كثير ، وبلغت المزادة من الماء مائة درهم ، وتخفر جماعة ببني خفاجة ورجعوا إلى الكوفة وعمل الغدير والغار على سكون وطمأنينة ، وأظهرت الفتيان من التعليق شيئا كثيرا واستعان أهل السنة بالأتراك فأعاروهم الثياب والفروش الحسان والمصاغ والأسلحة . ورد كتاب أبي الحارث محمد بن محمد بن عمر بأن ريحا سوداء هاجت عند حصول الحاج بزبالا وعن بيع العنب، وأباد كثيرا من الكروم. وفيها : نهى الحاكم عن بيع الرطب وحرقه،