ذكر عدة حوادث
في هذه السنة ، وهو أول من تقدم من أهل بيته . خلع سلطان الدولة على أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي
وفي سادس عشر المحرم قلد الشريف الرضي أبو الحسن الموسوي نقابة الطالبيين في سائر المماليك ، وقرئ تقليده في دار الوزير فخر الملك ، بمحضر القضاة والأعيان ، وخلع عليه السواد ، وهو . أول طالبي خلع عليه السواد ] [خروج فخر الملك إلى كنف اليهودي بالنهروان
وفي يوم الأربعاء سادس صفر : خرج فخر الملك إلى بثق اليهودي بالنهروان فعمل فيه حتى أحكمه ، وأخذ بيده باقة قصب فطرحها فوافقه الناس ، وحملوا التراب على رءوسهم ، ووقع في بعض الجسور والفوارات رجلان من السوادية ، فطرح التراب والقصب عليهما فهلكا وبات فخر الملك ساهرا ليلته ، قائما على رجله والرجال يعملون ، حتى ثبت السكر ثم رتب العمال في كل رستاق وعمر البلاد ، فارتفع في تلك السنة بحق السلطان بضعة عشر ألف كر وخمسون ألف دينار . اعتراض ابن فليتة الحجيج
وفي هذا الشهر : ورد الخبر على فخر الملك من الكوفة ، بأن أبا فليتة ابن القوي سبق الحاج إلى واقصة في ستمائة رجل ، فنزح الماء في مصانع البرمكي ، والريان وغورها ، وطرح في الآبار الحنظل ، وأقام يراصد ورودهم ، فلما وردوا العقبة [في ] يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر اعتقلهم هناك ، ومنعهم الاجتياز ، وطالبهم بخمسين ألف دينار فامتنعوا من تقرير أمره على شيء ، وضعفوا عن الصبر ، وبلغ منهم العطش فهجم عليهم فلم يكن عندهم دفع ولا منع ، فاحتوى على الجمال والأحمال والأموال فهلك من الناس الكثير ، وقيل : هلك خمسة عشر ألف إنسان ولم يفلت إلا العدد اليسير ، وأفلت أبو الحارث بن عمر العلوي وهو أميرهم في نفر من الكبار على أسوأ حال ، وفي آخر رمق خلص من خلص بالتخفير من العرب وركوب الغرر في المشي على القدم ، وكان فخر الملك حينئذ مقيما على سد الشق فورد عليه من هذا الأمر أعظم مورد وكاتب عامل الكوفة بأن يحسن إلى من سلم ويعينهم وكاتب علي بن مزيد ، وأمره أن يطلب العرب الذين فعلوا هذا ويوقع بهم بما يشفي الصدر منهم [وندب ] من يخرج لمعاونته فسار ابن مزيد فلحق القوم في البرية وقد قاربوا البصرة ، فأوقع بهم وقتل الكثير منهم ، وأسر ابن القوى أبا فليتة والأشتر وأربعة عشر رجلا من وجوه بني خفاجة ، ووجد الأحمال والأموال قد تمزقت ، وأخذ كل فريق من ذلك الجمع طرفا ، فانتزع ما أمكنه انتزاعه وعاد إلى الكوفة ، وبعث بالأسراء إلى بغداد فشهروا وأودعوا الحبس ، وأجيع منهم جماعة وأطعموا المالح ، وتركوا على دجلة حتى شاهدوا الماء حسرة وماتوا عطشا هناك ، وأوقع أبو الحسن بن مزيد بخفاجة بعد سنين فأفلت من أسروه من الحاج ، وكانوا قد جعلوهم رعاة لأغنامهم ، فعادوا وقد قسمت تركاتهم وتزوجت نساؤهم . انقضاض كوكب كبير
وفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من صفر وقت العشاء واستعظم الناس ما رأوه منه . وقوع صاعقة بالكوفة انقض كوكب كبير الجرم عن يمنة القبلة ، وملأ الأرض ضوؤه
وفي شعبان . وقعت بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق ، فسقطت على حائط فرمت به
انقضاض كوكب من المشرق إلى المغرب
وفي رمضان . وفاة بنت أبي نوح الأهوازي انقض كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوؤه ضوء القمر ، وتقطع قطعا وبقي ساعة طويلة
وفي شوال توفيت بنت أبي نوح الأهوازي [الطبيب زوجة أبي نصر بن إسرائيل ] كاتب المناصح أبي الهيجاء ، فأخرجت جنازتها نهارا ومعها النوائح والطبول والزمور والرهبان والصلبان والشموع ، فقام رجل من الهاشميين فأنكر ذلك ورجم الجنازة ، فوثب أحد غلمان المناصح بالهاشمي فضربه [بدبوس ] على رأسه فشجه فسال دمه وهرب النصارى بالجنازة إلى بيعة دار الروم ، فتبعهم المسلمون ونهبوا البيعة وأكثر دور النصارى المجاورة لها ، وعاد ابن إسرائيل إلى داره فهجموا عليه فهرب منهم ، وأخرج ابن إسرائيل مستخفيا حتى أوصل إلى دار المناصح ، وثارت الفتنة بين العامة وغلمان المناصح ، وزادت ورفعت المصاحف في الأسواق ، وغلقت أبواب المساجد ، وقصد الناس دار الخليفة على سبيل الاستنفار ، وركب ذو النجادين أبو غالب إلى دار المناصح ، فأقام بها .
ووردت رسالة الخليفة إلى المناصح بإنكار ما جرى وتعظيم الأمر فيه وبالتماس ابن إسرائيل وتسليمه ، فامتنع المناصح من ذلك ، فغاظ الخليفة امتناعه وتقدم بإصلاح الطيار للخروج عن البلد ، وجمع الهاشميين إلى داره .
واجتمعت العوام في يوم الجمعة ، وقصدوا دار المناصح ودفع غلمانه ، فقتل رجل ذكر أنه علوي ، فزادت الشناعة وامتنع الناس من صلاة الجمعة ، وظفرت العامة بقوم من النصارى فقتلوهم ، وترددت الرسائل إلى المناصح إلى أن بذل حمل ابن إسرائيل إلى دار الخلافة ، فكف العامة عن ذلك وألزم أهل الذمة الغيار ، ثم أفرج عن ابن إسرائيل في ذي القعدة . وفي ذي القعدة : ، وقد خرقه وبصق في وسطه . وفي هذه السنة : قرئ عهد أبي نصر بن مروان الكردي على آمد وميافارقين وديار بكر ، وخلع عليه الطوق والسوار ، ولقب نصير الدولة . وفيها ورد حاج خراسان ووقف الأمر في خروجهم إلى مكة لفساد [في ] الطريق وغيبة فخر الملك ، فانصرفوا وبطل الحج من خراسان والعراق . بعث يمين الدولة [أبو القاسم ] محمود إلى حضرة الخليفة كتابا ورد إليه من الحاكم صاحب مصر يدعوه فيه إلى طاعته والدخول في بيعته
وفيها : خلع علي أبي الحسن علي بن مزيد ، وهو أول من تقدم من أهل بيته .