ذكر ما فعله خفاجة دفعة أخرى
في هذه السنة جاء سلطان بن ثمال ، واستشفع بأبي الحسن بن مزيد إلى فخر الملك ليرضى عنه ، فأجابه إلى ذلك ، فأخذ عليه العهود بلزوم ما يحمد أمره ، فلما خرج وصلت الأخبار بأنهم نهبوا سواد الكوفة ، ( وقتلوا طائفة من الجند ، وأتى أهل الكوفة مستغيثين ) ، فسير فخر الملك إليهم عسكرا ، وكتب إلى ابن مزيد وغيره بمحاربتهم ، فسار إليهم ، وأوقع بهم بنهر الرمان وأسر محمد بن ثمال وجماعة معه ، ونجا سلطان ، وأدخل الأسرى إلى بغداذ مشهرين وحبسوا .
وهب على المنهزمين من بني خفاجة ريح شديدة حارة ، فقتلت منهم نحو خمسمائة رجل ، وأفلت منهم جماعة ممن كانوا أسروا من الحجاج ، وكانوا يرعون إبلهم وغنمهم ، فعادوا إلى بغداذ ، فوجد بعضهم نساءهم قد تزوجن وولدن ، واقتسمت تركاتهم .