] [وفاة الملك مشرف الدولة
وفي ربيع الآخر : توفي الملك مشرف الدولة ، ونهبت الخزائن ، واستقر الأمر على تولية جلال الدولة أبي طاهر فخطب له على المنابر وهو بالبصرة ، فخلع على شرف الملك ابن ماكولا وزيره ولقبه علم الدين سعد الدولة أمين الملة شرف الملك ، وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة ، ثم تأخر إصعاده لما عليه الأمور من الانتشار ، وأعلم بأن الملك يحتاج إلى المال وليس عنده فأظهر الجند الخوض في أمر الملك أبي كاليجار ، ثم تظاهروا بعقد الأمر له ، وانحدر الأصفهلارية إلى دار الخلافة ، وراسلوا الخليفة وعددوا ما عاملهم به جلال الدولة من إغفال أمرهم ، وإهمال تدبيرهم ، وإنهم قد عدلوا إلى أبي كاليجار ثم تظاهروا بعقد الأمر له إذ كان ولي عهد أبيه سلطان الدولة الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم ، فتوقف الجواب ، ثم عادوا فقيل لهم : نحن مؤثرون لما تؤثرونه ، وخرج الأمر بإقامة الخطبة للملك أبي كاليجار ، وأقيمت له في يوم الجمعة سادس عشر شوال ، فكوتب جلال الدولة بذلك ، فأصعد من واسط .
وكان صاحب مصر قد أنفذ إلى يمين الدولة محمود بن سبكتكين خلعة مع أبي العباس أحمد بن محمد الرشيدي الملقب زين القضاة إلى الخليفة ، فجلس القادر بالله في يوم الخميس لتسع بقين من جمادى الآخرة لأبي العباس الرشيدي بعد أن جمع القضاة والشهود والفقهاء والأماثل وأحضر أبو العباس ما كان حمله صاحب مصر ، وأدى رسالة يمين الدولة بأنه الخادم المخلص الذي يرى الطاعة فرضا ويبرأ من كل ما يخالف الدولة العباسية ، فلما كان فيما بعد هذا اليوم أخرجت الثياب إلى باب النوبي ، وحفرت حفرة وطرح فيها الحطب ، ووضعت الثياب فوقه وضربت بالنار وأبو الحسن علي بن عبد العزيز والحجاب حاضرون ، والعوام ينظرون وسبك المركب ، فخرج وزن فضة أربعة آلاف وخمسمائة واثنتين وستين درهما ، فتصدق به على ضعفاء بني هاشم .