ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
: الحسن بن أبي الهبيش ، ويكنى أبا علي
كان من الزهاد المتعبدين ، ودخل عليه أبو القاسم ابن المغربي الوزير ، فقبل يده ، فقيل له : كيف قبلت يده ؟ فقال : كيف لا أقبل يدا ما امتدت [إلي ] قط إلا إلى الله تعالى .
وحكى أبو عبد الله محمد بن علي العلوي ، قال : بت عنده ليلة فلم أتمكن من النوم لكثرة البق وهو واقف يصلي ، فلا أدري أمنع البق منه أم صبر عليه ، ورأيت مئزره قد انحل وسقط عن كعبيه ثم استوى وعلا إلى سرته وهو واقف يصلي ، ولا أدري ارتقع المئزر أم طالت يده حتى أعادته .
وتوفي في هذه السنة [وقبره ظاهر ] بالكوفة ، وقد عمل عليه مشهد ، وقد زرته في طريق الحج . أبو الفرج المقرئ
الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي علاثة ، أبو الفرج المقرئ
.
تفقه في حداثته ، وقرأ بالقراءات ، وكتب الحديث الكثير ، وحدث عن الشافعي وغيره ، ثم في كبره سخف أمره وسقطت مروءته . توفي في جمادى الأولى من هذه السنة . علي بن عيسى بن الفرج بن صالح ، أبو الحسن الربعي النحوي
صاحب أبي علي الفارسي : ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ودرس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي ، وخرج إلى شيراز فدرس بها على أبي علي الفارسي عشرين سنة ، ثم عاد فأقام ببغداد إلى آخر عمره ، فكان أبو علي يقول : قولوا له : لو سافرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك .
وكان علي بن عيسى يوما يمشي على شاطئ دجلة فرأى الرضي والمرتضى في سفينة ومعهما عثمان بن جني ، فقال لهما : من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عثمان جالسا معهما ويمشي علي على الشط بعيدا منهما .
توفي في محرم هذه السنة [عن اثنتين وتسعين سنة ودفن بمقبرة باب الدير .
وأخبرنا ابن ناصر عن أبي الفضل بن خيرون ، قال : قيل : إنه تبع جنازته ثلاثة أنفس ] . أبو المسك عنبر
وفيها توفي أبو المسك عنبر ، الملقب بالأثير ، وكان قد أصعد إلى الموصل مغاضبا لجلال الدولة ، فلقيه قرواش وأهله ، وقبلوا الأرض بين يديه ، فأقام عندهم ، وكان خصيا لبهاء الدولة بن بويه ، وكان قد بلغ مبلغا عظيما ، لم يخل أمير ولا وزير في دولة بني بويه من تقبيل يده والأرض بين يديه ، وكان قد استقر بينه وبين قرواش وأبي كاليجار قاعدة أن يصعد أبو كاليجار من واسط ، وينحدر الأثير وقرواش من الموصل لقصد جلال الدولة ، وكان الأثير قد انحدر من الموصل ، فلما وصل مشهد الكحيل توفي فيه . منوجهر بن قابوس بن وشمكير
وفيها أيضا توفي منوجهر بن قابوس بن وشمكير ، وملك ابنه أنوشروان . أسد الدولة ، أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي
أول ملوك بني مرداس بحلب ، انتزعها من يدي نائبها الظاهر بن الحاكم العبيدي في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة ، ثم جاءه جيش كثيف من مصر ، فاقتتلوا ، فقتل أسد الدولة هذا في سنة تسع عشرة ، وقام حفيده نصر .