الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            الحسن بن أبي الهبيش ، ويكنى أبا علي   :

            كان من الزهاد المتعبدين ، ودخل عليه أبو القاسم ابن المغربي الوزير ، فقبل يده ، فقيل له : كيف قبلت يده ؟ فقال : كيف لا أقبل يدا ما امتدت [إلي ] قط إلا إلى الله تعالى .

            وحكى أبو عبد الله محمد بن علي العلوي ، قال : بت عنده ليلة فلم أتمكن من النوم لكثرة البق وهو واقف يصلي ، فلا أدري أمنع البق منه أم صبر عليه ، ورأيت مئزره قد انحل وسقط عن كعبيه ثم استوى وعلا إلى سرته وهو واقف يصلي ، ولا أدري ارتقع المئزر أم طالت يده حتى أعادته .

            وتوفي في هذه السنة [وقبره ظاهر ] بالكوفة ، وقد عمل عليه مشهد ، وقد زرته في طريق الحج . أبو الفرج المقرئ

            الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي علاثة ، أبو الفرج المقرئ  

            .

            تفقه في حداثته ، وقرأ بالقراءات ، وكتب الحديث الكثير ، وحدث عن الشافعي وغيره ، ثم في كبره سخف أمره وسقطت مروءته . توفي في جمادى الأولى من هذه السنة . علي بن عيسى بن الفرج بن صالح ، أبو الحسن الربعي النحوي  

            صاحب أبي علي الفارسي : ولد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ودرس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي ، وخرج إلى شيراز فدرس بها على أبي علي الفارسي عشرين سنة ، ثم عاد فأقام ببغداد إلى آخر عمره ، فكان أبو علي يقول : قولوا له : لو سافرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك .

            وكان علي بن عيسى يوما يمشي على شاطئ دجلة فرأى الرضي والمرتضى في سفينة ومعهما عثمان بن جني ، فقال لهما : من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عثمان جالسا معهما ويمشي علي على الشط بعيدا منهما .

            توفي في محرم هذه السنة [عن اثنتين وتسعين سنة ودفن بمقبرة باب الدير .

            وأخبرنا ابن ناصر عن أبي الفضل بن خيرون ، قال : قيل : إنه تبع جنازته ثلاثة أنفس ] . أبو المسك عنبر

            وفيها توفي أبو المسك عنبر ، الملقب بالأثير ، وكان قد أصعد إلى الموصل مغاضبا لجلال الدولة ، فلقيه قرواش وأهله ، وقبلوا الأرض بين يديه ، فأقام عندهم ، وكان خصيا لبهاء الدولة بن بويه ، وكان قد بلغ مبلغا عظيما ، لم يخل أمير ولا وزير في دولة بني بويه من تقبيل يده والأرض بين يديه ، وكان قد استقر بينه وبين قرواش وأبي كاليجار قاعدة أن يصعد أبو كاليجار من واسط ، وينحدر الأثير وقرواش من الموصل لقصد جلال الدولة ، وكان الأثير قد انحدر من الموصل ، فلما وصل مشهد الكحيل توفي فيه . منوجهر بن قابوس بن وشمكير

            وفيها أيضا توفي منوجهر بن قابوس بن وشمكير ، وملك ابنه أنوشروان . أسد الدولة ، أبو علي صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي

            أول ملوك بني مرداس بحلب ، انتزعها من يدي نائبها الظاهر بن الحاكم العبيدي في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة ، ثم جاءه جيش كثيف من مصر ، فاقتتلوا ، فقتل أسد الدولة هذا في سنة تسع عشرة ، وقام حفيده نصر .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية