الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            3183 - أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب ، أبو بكر الخوارزمي المعروف بالبرقاني:

            ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، ورحل إلى البلاد وسمع بها الكثير وكتب الكثير ، وانتقل من دار إلى دار ، فنقل كتبه في ثلاثة وستين سفطا وصندوقين ، وكان إماما ثقة ورعا متقنا متثبتا فهما حافظا للقرآن عارفا بالفقه والنحو ، وصنف في الحديث تصانيف ، وكان الأزهري يقول: إذا مات البرقاني ذهب هذا الشأن ، وقيل له: هل رأيت أنفس منه؟

            قال: لا .

            عن أبي بكر بن ثابت ، قال: سمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيجا وحده . قال ابن ثابت : وحدثني محمد بن يحيى الكرماني الفقيه قال: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني .

            قال محمد بن علي الصوري :

            دخلت على البرقاني قبل وفاته بأربعة أيام أعوده ، فقال لي: هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة ، وقد سألت الله تعالى أن يؤخر وفاتي حتى يهل رجب ، فقد روي أن لله فيه عتقاء من النار عسى أن أكون منهم . قال الصوري : وكان هذا القول يوم السبت ، فتوفي صبيحة يوم الأربعاء مستهل رجب .

            وعن أبي بكر بن ثابت ، قال: مات البرقاني يوم الأربعاء أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة الجامع مما يلي باب سكة الخرقي .

            3184 - أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد ، أبو العباس الأبيوردي:

            أحد فقهاء الشافعيين من أصحاب أبي حامد الإسفراييني ، سكن بغداد وولي القضاء بها على الجانب الشرقي ومدينة المنصور في أيام ابن الأكفاني ، ثم عزل ، وكان يدرس في قطيعة الربيع وله حلقة الفتوى في جامع المنصور ، وقد سمع الحديث ورواه ، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة فصيح اللسان ، يقول الشعر ، وكان صبورا على الفقر كاتما له .

            حدث عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أن القاضي أبا العباس الأبيوردي كان يصوم الدهر ، وأن غالب إفطاره كان على الخبز والملح ، وكان فقيرا يظهر المروءة ، ومكث شتوة كاملة لا يملك جبة يلبسها ، وكان يقول لأصحابه: بي علة تمنعني من لبس المحشو ، فكانوا يظنونه يعني المرض ، وإنما كان يعني بذلك الفقر ولا يظهره تصونا .

            توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة . ودفن في مقبرة باب حرب .

            3185 - الحسن بن عبيد الله بن يحيى ، أبو علي البندنيجي الفقيه القاضي:

            سكن بغداد ، ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الإسفراييني ، ولم يكن في أصحابه مثله ، وكان له حلقة في جامع المنصور للفتوى ، وكان صالحا دينا ورعا . وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .

            3186 - عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد ، أبو الفرج التميمي

            ، ولد سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وسمع من أبيه وغيره ، وكان له في جامع المنصور حلقة للوعظ والفتوى على مذهب أحمد بن حنبل .

            قال عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي ، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام وقد سئل عن الحنان المنان ، فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه ، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال .

            قال: الخطيب بين أبي الفرج وبين علي تسعة آباء آخرهم أكينة .

            توفي عبد الوهاب في ربيع الأول من هذه السنة ودفن عند قبر أحمد . رضي الله عنه . 3187 - محمد بن الحسن بن علي بن ثابت بن أحمد أبو بكر المعروف بالنعماني:

            ولد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وسمع من أحمد بن سندي ، وغيره ، وكان سماعه صحيحا . توفي ليلة الخميس رابع جمادى الأولى من هذه السنة ودفن في مقبرة باب الدير [وكان صدوقا ثقة] . وفيها توفي أبو سنان غريب بن محمد بن مقن في شهر ربيع الآخر  ، في كرخ سامرا ، وكان يلقب سيف الدولة ، وكان قد ضرب دراهم سماها السيفية ، وقام بالأمر بعده ابنه أبو الريان ، وخلف خمسمائة ألف دينار وأمر فنودي : قد أحللت كل من لي عنده شيء فحللوني كذلك ، فحللوه ، وكان عمره سبعين سنة .

            وفيها توفي بدران بن المقلد ، وقصد ولده عمه قرواشا ، فأقر عليه حاله وماله وولاية نصيبين ، وكان بنو نمير قد طمعوا فيها وحصروها ، فسار إليهم ابن بدران فدفعهم عنها .

            وفيها توفي أرمانوس ملك الروم ، وملك بعده رجل صيرفي ليس من بيت الملك ، وإنما بنت قسطنطين اختارته .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية