الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            3196 - الحسن بن وهب بن موصلايا الكاتب المجود:

            توفي في هذه السنة .

            3198 - محمد بن إبراهيم بن أحمد ، أبو بكر الأردستاني .

            قال الخطيب : كان الأردستاني يسكن أصبهان ، وكان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة ويحج ماشيا ، وحدث ببغداد عن الدارقطني وغيره ، وكان ثقة يفهم الحديث قال: وبلغنا أنه مات بهمذان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة .

            3199 - محمد بن الحسين بن عبيد الله بن عمر بن حمدون ، أبو يعلى الصيرفي المعروف بابن السراج :

            ولد في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وسمع أبا الفضل الزهري ، وكان ثقة فهما يعلم القراءات والنحو . وتوفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب . وفيها في رمضان ، توفي رافع بن الحسين بن مقن  ، وكان حازما ، شجاعا ، وخلف بتكريت ما يزيد على خمسمائة ألف دينار ، فملكها ابن أخيه خميس بن ثعلب ، وكان طريدا في أيام عمه . وحمل إلى جلال الدولة ثمانين ألف دينار فأصلح بها الجند ، وكانت يده قد قطعت [ لأن ] بعض عبيد بني عمه كان يشرب معه ، فجرى بينه وبين آخر خصومة ، فجردا سيفيهما فقام رافع ليصلح بينهما ، فضرب العبد يده فقطعها غلطا ، ولرافع فيها شعر ، ولم تمنعه من قتال [ فقد ] عمل له كفا أخرى يمسك بها العنان ويقاتل ، وله شعر جيد ، من ذلك قوله :


            لها ريقة ، أستغفر الله ، إنها ألذ وأشهى في النفوس من الخمر     وصارم طرف لا يزايل جفنه
            ، ولم أر سيفا قط في جفنه يفري     فقلت لها ، والعيس تحدج بالضحى
            : أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر

                سأنفق ريعان الشبيبة آنفا
            على طلب العلياء أو طلب الأجر

            (     أليس من الخسران أن لياليا
            تمر بلا نفع وتحسب من عمري

            ) وممن توفي فيها من الأعيان :

            أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعالبي  

            ويقال : الثعلبي - وهو لقب أيضا وليس بنسبة - النيسابوري المفسر المشهور ، له " التفسير الكبير " ، وله كتاب " العرائس " في قصص الأنبياء ، وغير ذلك ، وكان كثير الحديث ، واسع السماع ; ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير . ذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في " تاريخ نيسابور " وأثنى عليه ، وقال : هو صحيح النقل موثوق به . توفي سنة سبع وعشرين وأربعمائة . وقال غيره : توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم منها ، ورئيت له منامات صالحة ، وقال السمعاني : ونيسابور كانت مقصبة ، فأمر سابور الثاني ببنائها مدينة ، و " ني " هو القصب بالفارسية ، والله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية