ذكر وصول إبراهيم ينال إلى همذان وبلد الجبل
في هذه السنة أمر السلطان طغرلبك أخاه إبراهيم ينال بالخروج إلى بلد الجبل وملكها ، فسار إليها من كرمان ، وقصد همذان وبها كرشاسف بن علاء الدولة ، ففارقها خوفا ، ودخلها ينال فملكها ، والتحق كرشاسف بالأكراد الجوزقان .
وكان أبو الشوك حينئذ بالدينور ، فسار عنها إلى قرمسين خوفا وإشفاقا من ينال ، فقوي طمع ينال حينئذ في البلاد ، وسار إلى الدينور فملكها ورتب أمورها ، وسار منها يطلب قرمسين .
( فلما سمع أبو الشوك به سار إلى حلوان وترك بقرمسين ) من في عسكره من الديلم والأكراد الشاذنجان ليمنعوها ويحفظوها ، ووافاهم ينال جريدة ، فقاتلوه ، فدفعوه عنها ، فانصرف عنهم وعاد بخركاهاته وحلله ، فقاتلوه فضعفوا عنه وعجزوا عن منعه ، فملك البلد في رجب عنوة ، وقتل من العساكر جماعة كثيرة ، وأخذ أموال من سلم من القتل وسلاحهم ، وطردهم ، ولحقوا بأبي الشوك ، ونهب البلد ، وقتل وسبى كثيرا من أهله .
ولما سمع أبو الشوك ذلك سير أهله وأمواله وسلاحه من حلوان إلى قلعة السيروان ، وأقام جريدة في عسكره ، ثم إن ينال سار إلى الصيمرة في شعبان فملكها ونهبها ، وأوقع بالأكراد المجاورين لها من الجوزقان ، فانهزموا ، وكان كرشاسف بن علاء الدولة نازلا عندهم ، فسار هو وهم إلى بلد شهاب الدولة أبي الفوارس منصور بن الحسين .
ثم إن إبراهيم ينال سار إلى حلوان وقد فارقها أبو الشوك ، ولحق بقلعة السيروان ، فوصل إليها إبراهيم آخر شعبان وقد جلا أهلها عنها وتفرقوا في البلاد ، فنهبها وأحرقها ، وأحرق دار أبي الشوك ، وانصرف بعد أن اجتاحها ودرسها .
وتوجه طائفة من الغز إلى خانقين في أثر جماعة من أهل حلوان كانوا ساروا بأهليهم وأولادهم وأموالهم ، فأدركوهم وظفروا بهم وغنموا ما معهم ، وانتشر الغز في تلك النواحي ، فبلغوا مايدشت وما يليها ، فنهبوها وأغاروا عليها .
فلما سمع الملك أبو كاليجار هذه الأخبار أزعجته وأقلقته ، وكان بخوزستان ، فعزم على المسير ، ودفع ينال ومن معه من الغز عن البلاد ، فأمر عساكره بالتجهز للسفر إليهم ، فعجزوا عن الحركة لكثرة ما مات من دوابهم ، فلما تحقق ذلك سار نحو بلاد فارس ، فحمل العسكر أثقالهم على الحمير .