ذكر . عود ولي العهد إلى بغداذ مع أبي الغنائم بن المحلبان
في جمادى الآخرة ورد عدة الدين أبو القاسم المقتدي بأمر الله ، ولي العهد ، ومعه جدته أم الخليفة ، وخرج الناس لاستقباله ، وجلس في الزبزب على رأسه أبو الغنائم بن المحلبان ، وقدم له بباب الغربة فرس ، فحمله ابن المحلبان على كتفه وأركبه وسلمه إلى مجلس الخليفة ، فشكره ، وخرج ابن المحلبان فركب في الزبزب ، وانحدر إلى دار أفردت له بباب المراتب ، ودخل إلى الخليفة واجتمع به .
وكان سبب مصير ولي العهد مع ابن المحلبان أنه دخل داره ، فوجد زوجة رئيس الرؤساء وأولاده بها ، وهم مطلوبون من البساسيري ، فعرفوه أن رئيس الرؤساء أمرهم بقصده ، فأدخلهم إلى أهله ، وأقام لهم من حملهم إلى ميافارقين ، فساروا مع قرواش لما أصعد من بغداذ ، ولم يعلم بهم .
ثم لقيه أبو الفضل محمد بن عامر الوكيل ، وعرفه ما عليه ولي العهد ومن معه من إيثار الخروج من بغداذ ، وما هم عليه من تناقص الحال ، فبعث ابن المحلبان زوجته ، فأتته بهم سرا ، فتركهم عنده ثمانية أشهر ، وكان يحضر ابن البساسيري وأصحابه ، ويعمل لهم الدعوات ، وولي العهد ومن معه مستترون عنده يسمعون ما يقول أولئك فيهم .
ثم اكترى لهم ، وسار هو في صحبتهم إلى قريب سنجار ، ثم حملوا إلى حران ، وسار مع صاحبها أبي الزمام منيع بن وثاب النميري ، حين قصد الرحبة ، وفتح قرقيسيا ، وعقد لعدة الدين على بنت منيع ، وانحدروا إلى بغداذ .