وفي ليلة الأربعاء لثمان بقين من شعبان: رأت امرأة هاشمية في منامها النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلي بن أبي طالب في مسجد صغير بالمأمونية من الحريم الشريف ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "مريهم أن يعمروا هذا المسجد" . فقالت: لا يصدقونني في رؤيتي لكم . فمد يده إلى حائط عقد هناك قديم مبني بالجص والآجر ، وهو من أحد حيطان [المسجد] وجر آجرة من وسطها حتى برز بثلثها وقال لها: "هذا دليل على صدق قولك وصحة رؤياك" . [زلزلة بأنطاكية ، واللاذقية وطرابلس ، وصور]
وفي هذا الشهر: كانت زلزلة بأنطاكية ، واللاذقية ، وقطعة من بلاد الروم ، وطرابلس ، وصور ، وأماكن من الشام ، ووقع من سور طرابلس قطعة . [زلزلة بأرض واسط ووباء بمصر]
[وفي ذي الحجة: كانت زلزلة بأرض واسط لبثت طويلا .
وفي هذه السنة: وقع موتان بالجدري والفجأة ، ونقض في هذا الوقت الدور الباقية بمشرعة الزوايا ، والفرضة ، ومن بقايا المسنيات ، والدور الشاطية ، وغيرها شيء كبير ، وأخذت أخشاب الدور ، وحملت الأنقاض إلى دار الخليفة ، فكانت عدة الدور ذوات المسنيات في الماء في سنة سبع وأربعين وأربعمائة عند دخول طغرلبك إلى بغداد مائة ونيفا وسبعين دارا .
ووقع الوباء بمصر وكان يخرج منها في اليوم الواحد نحو ألف جنازة ، وقبض على أبي الفرج المغربي وزير مصر ، ونظر أبو الفرج عبد الله بن محمد البابلي مدة ثم عزل .
وفيها دخل صاحب اليمن مكة فأحسن السيرة ، وجلب إليها الأقوات ، وفعل الجميل . [انقضاض كوكب كبير كان له ضوء]
وفي ليلة الاثنين لخمس بقين من ربيع الآخر: انقض كوكب كبير كان له ضوء كبير ، وفي صبيحته جاءت ريح ومطر فيه برق متصل ، لحق منه قافلة وردت من دجيلة عند قبر الإمام أحمد بن حنبل ما أحرق واحدا من أهلها فمات من وقته ، وكان الموضع الذي احترق من جسمه وثوبه أبيض لم يتغير لونه ، فلما أرادوا قلع القميص عنه لم يتغير القميص في منظر العين ، ووجدوه عند مسه هباء منثورا .