في هذه السنة ، في ربيع الأول ، ظهر بالعراق وخوزستان وكثير من البلاد جماعة من الأكراد ، خرجوا يتصيدون ، فرأوا في البرية خيما سودا ، وسمعوا منها لطما شديدا وعويلا كثيرا ، وقائلا يقول : قد مات سيدوك ملك الجن ، وأي بلد لم يلطم أهله عليه ويعملوا له العزاء قلع أصله ، وأهلك أهله ، فخرج كثير من النساء إلى المقابر يلطمن ، وينحن ، وينشرن شعورهن ، وخرج رجال من سفلة الناس يفعلون ذلك ، وكان ذلك ضحكة عظيمة .
ولقد جرى في أيامنا نحن في الموصل ، وما والاها من البلاد إلى العراق ، وغيرها ، نحو هذا ، وذلك أن الناس سنة ستمائة أصابهم وجع كثير في حلوقهم ، مات منه كثير من الناس ، فظهر أن امرأة من الجن يقال لها أم عنقود ، مات ابنها عنقود ، وكل من لا يعمل له مأتما أصابه هذا المرض ، فكثر فعل ذلك ، وكانوا يقولون : يا أم عنقود اعذرينا قد مات عنقود ما درينا وكان النساء يلطمن ، وكذلك الأوباش .