[ورود الخبر بأن الأفشين التركي خرب بلادا كثيرة من بلاد الروم]
وورد من بلاد الروم من أخبر أن [الأمير] الأفشين التركي ومن معه من الغزاة خربوا بلادا كثيرة من بلاد الروم ، وبلغوا إلى عمورية ، واتفق أن ملك الروم قبض على بطريق كبير من بطارقته ، وهرب أخوه عند علمه بذلك ، فصادف الأفشين في طريقه فعرفه ما لحق أخاه من الملك ، ووعده أن يحتال على عمورية فيأخذها له ، وتحالفا على ذلك ، وقصد البطريق ومن معه [من الروم] عمورية ، وبين يديه الصلبان ، وراسل من فيها بأن الملك أنفذني إليكم لأعاونكم وأشد منكم لأجل هؤلاء الغزاة العائثين في أعمالكم ، فخرجوا فتلقوه ومشوا بين يديه ، فحين ملك البطريق ومن معه البلد لحقه الأفشين ، فدخل البلد فنهبه وقتل وسبى ، وأخذ من الأموال شيئا عظيما [وأسرى إلى قريب من بحيرة قسطنطينية فارغا على خير بلاد الروم هناك] وأخذ منه [نحو] ستة آلاف أسير ، وعاد إلى أنطاكية فحصرها ، فتقرر عليها عشرين ألف دينار .