. ملك شرف الدولة مسلم مدينة حلب
في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ملك شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي ، صاحب الموصل ، مدينة حلب .
( وسبب ذلك أن تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان ) حصرها مرة بعد أخرى ، فاشتد الحصار بأهلها ، وكان شرف الدولة يواصلهم بالغلات وغيرها .
ثم إن تتش حصرها هذه السنة ، وأقام عليها أياما ورحل عنها وملك بزاغة والبيرة ، وأحرق ربض عزاز ، وعاد إلى دمشق .
فلما رحل عنها تاج الدولة استدعى أهلها شرف الدولة ليسلموها إليه ، فلما قاربها امتنعوا من ذلك ، وكان مقدمهم يعرف بابن الحتيتي العباسي ، فاتفق أن ولده خرج يتصيد بضيعة له ، فأسره أحد التركمان وهو صاحب حصن بنواحي حلب ، وأرسله إلى شرف الدولة ، فقرر معه أن يسلم البلد إليه إذا أطلقه ، فأجاب إلى ذلك ، فأطلقه ، فعاد إلى حلب ، واجتمع بأبيه ، وعرفه ما استقر ، فأذعن إلى تسليم البلد ، ونادى بشعار شرف الدولة ، وسلم البلد إليه ، فدخله سنة ثلاث وسبعين [ وأربعمائة ] ، وحصر القلعة ، واستنزل منها سابقا ووثابا ابني محمود بن مرداس ، فلما ملك البلد أرسل ولده ، وهو ابن عمة السلطان ، إلى السلطان يخبره بملك البلد ، وأنفذ معه شهادة فيها خطوط المعدلين بحلب بضمانها ، وسأل أن يقرر عليه الضمان ، فأجابه السلطان إلى ما طلب ، وأقطع ابن عمته مدينة بالس .