الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            من توفي في سنة خمس وثمانين وأربعمائة من الأكابر  

            أحمد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو غالب الآدمي القاري أحمد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو غالب الآدمي القاري   .

            سمع أبا علي بن شاذان وغيره ، روى عنه شيخنا عبد الوهاب ، وأثنى عليه ووصفه بالخير ، وكان حسن التلاوة لكتاب الله العزيز ، يقرأ بين أيدي الوعاظ ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب أبرز .

            جعفر بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو الفضل التميمي المعروف بالحكاك جعفر بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، أبو الفضل التميمي المعروف بالحكاك  من أهل مكة .

            ولد سنة سبع عشرة ، وقيل: سنة ست وأربعمائة ، ورحل في طلب الحديث إلى الشام ، والعراق ، وفارس ، وخوزستان ، والجبل ، وأصبهان . وسمع من خلق كثير منهم: أبو نصر السجزي ، وأبو ذر الهروي وأكثر عن العراقيين ، وخرج لأبي الحسين ابن النقور أجزاء من مسموعاته ، وتكلم على الأحاديث بكلام حسن ، وكان حافظا متقنا أديبا فهما ثقة صدوقا خيرا ، وكان يترسل عن ابن أبي هاشم أمير مكة إلى الخلفاء والأمراء ، ويتولى ما يوقع له من مال وكسوة ، وكان من ذوي الهيئات النبلاء ، حدثنا عنه أشياخنا وآخر من حدث عنه أبو الفتح ابن البطي ، توفي يوم الجمعة رابع عشر صفر حين قدم من الحج ، وكانت وفاته بالكوفة ، ودفن في مقبرة البيع .

            عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا ، أبو القاسم الشاعر عبد الباقي بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا ، أبو القاسم الشاعر   .

            من أهل الحريم الطاهري ، ولد سنة عشر وأربعمائة ، وسمع أبا القاسم الخرقي وغيره ، وكان أديبا حدث عنه أشياخنا ، ورموه بأنه كان يرى رأي الأوائل ، ويطعن على الشريعة ، وقال شيخنا عبد الوهاب الأنماطي: ما كان يصلي ، وكان يقول في السماء نهر من خمر ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ما سقط منه شيء قط سقط هذا الذي يخرب البيوت ويهدم السقوف .

            توفي في محرم هذه السنة ، ودفن بباب الشام ، وعن أبا الحسن علي بن محمد الدهان قال: دخلت على أبي القاسم بن ناقيا بعد موته لأغسله فوجدت يده مضمومة فاجتهدت على فتحها فإذا فيها مكتوب .


            نزلت بجار لا يخيب ضيفه أرجى نجاتي من عذاب جهنم     وإني على خوفي من الله واثق
            بإنعامه والله أكرم منعم

            عبد الرحمن بن محمد ، أبو محمد العماني عبد الرحمن بن محمد ، أبو محمد العماني   .

            كان يتولى قضاء ربع الكرخ ببغداد ثم ولي قضاء البصرة .

            وتوفي في رمضان هذه السنة .

            مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم ، أبو عبد الله البانياسي مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم ، أبو عبد الله البانياسي   .

            وبانياس بلد من بلاد الغور قريب من فلسطين ، ولد سنة ثمان وتسعين ، وهذا الرجل له اسمان وكنيتان يقال له: أبو عبد الله مالك ، وأبو الحسن علي ، وكان يقول سماني أبي مالكا ، وكناني بأبي عبد الله ، وأسمتني أمي عليا ، وكنتني بأبي الحسن ، فأنا أعرف بهما لكنه اشتهر بما سماه أبوه ، سمع أبا الحسن بن الصلت وهو آخر من حدث عنه في الدنيا ، وسمع من أبي الفضل بن أبي الفوارس ، وأبا الحسين بن بشران ، وحدثنا عنه مشايخنا آخرهم أبو الفتح ابن البطي ، وكان ثقة .

            واحترق بسوق الريحانيين يوم الثلاثاء بين الظهر والعصر تاسع عشر جمادى الآخرة من هذه السنة [وهلك فيه جماعة من الناس] فاحترق فيه مالك البانياسي ، وكان في غرفته ودفن يوم الأربعاء . وفيها توفي هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد أبو القاسم الشيرازي الحافظ هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد أبو القاسم الشيرازي الحافظ ، أحد الرحالين في طلب الحديث شرقا وغربا ، وقدم الموصل من العراق ، وهو الذي أظهر سماع " الجعديات " لأبي محمد الصريفيني ، ولم يكن يعرف ذلك . وكان هبة الله بن عبد الوارث يحكي عن والدته فاطمة بنت علي قالت: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبي زرعة الطبري قال: سافرت مع أبي إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وبتنا طاويين ، وكنت دون البالغ ، فكنت أجيء إلى أبي وأقول: أنا جائع . فأتى بي أبي إلى الحضرة وقال: يا رسول الله ، أنا ضيفك الليلة . وجلس فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكي ساعة ، ويضحك ساعة . فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع في يدي دراهم ، ففتح يده فإذا فيها دراهم وبارك الله فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها . توفي هبة الله في هذه السنة . بمرو ، وكانت علته البطن ، فقام في ليلة وفاته سبعين مرة أو نحوها ، في كل مرة يغتسل في النهر إلى أن توفي على الطهارة . رحمه الله وإيانا وجماعة المسلمين . المرزبان بن خسرو ، أبو الغنائم الملقب تاج الملك المرزبان بن خسرو ، أبو الغنائم الملقب تاج الملك   .

            وهو الذي بنى التاجية ببغداد ، وبنى تربة الشيخ أبي إسحاق ، وعمل لقبره ملبنا ، وكان قد زعم ملك شاه أن يستوزره بعد النظام فهلك ملك شاه ، فتولى أمر ابنه محمود ، وخرج ليقاتل بركيارق فقتل ، وقطعه غلمان النظام إربا إربا لما كانوا ينسبون إليه من قتل النظام ، ومثلوا به وذلك في ذي الحجة من هذه السنة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية