قتل سعد الدولة كوهرائين
في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، في رجب ، قتل سعد الدولة كوهرائين في الحرب المذكورة قبل ، وكان ابتداء أمره أنه كان خادما للملك أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بويه ، انتقل إليه ( من امرأة ) من قرقوب بخوزستان ، وكان إذا توجه إلى الأهواز حضر عندها ، واستعرض حوائجها ، وأصاب أهلها منه خيرا كثيرا ، فأرسله أبو كاليجار مع ابنه أبي نصر إلى بغداذ ، فلما قبض عليه السلطان طغرلبك مضى معه إلى قلعة طبرك ، فلما مات أبو نصر انتقل إلى خدمة السلطان ألب أرسلان ، ووقاه بنفسه لما جرحه يوسف الخوارزمي .
وكان ألب أرسلان قد أقطعه واسط ، وجعله شحنة لبغداذ ، فلما قتل ألب أرسلان أرسله ابنه ملكشاه إلى بغداذ ، فأحضر له الخلع والتقليد ، ورأى ما لم يره خادم قبله من نفوذ الأمر ، وتمام القدرة ، وطاعة أعيان الأمراء ، وخدمتهم إياه ومناقبه كثيرة . ولم ينقل أنه مرض ولا صدع ، ونال مراده في كل عدو له ، وذكر أنه لم يجلس إلا على وضوء ، وكان يصلي بالليل ولا يستعين على وضوئه بأحد ، ولا يعلم أنه صادر أحدا ولا ظلمه ، إلا أنه كان يعمل رأيه في قتل من لا يجوز قتله من اللصوص ويمثل بهم ، ويزعم أن ذلك سياسة ، ولما اختصم محمد وبركيارق كان مع بركيارق ، فكبا به الفرس فسقط وعليه سلاحه فقتل ، ثم حمل إلى بغداد فدفن بها في الجانب الشرقي ، وتربته مقابل رباط أبي النجيب .