الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، في شهر رمضان ، تقدم الخليفة المستظهر بالله بفتح جامع القصر ، وأن يصلى فيه صلاة التراويح  ، ولم تكن جرت بذلك عادة ، وأمر بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وهذا أيضا لم تجر به عادة ، وإنما ترك الجهر بالبسملة في جوامع بغداذ لأن العلويين أصحاب مصر كانوا يجهرون بها ، فترك ذلك مخالفة لهم لا اتباعا لمذهب أحمد الإمام ، وأمر أيضا بالقنوت على مذهب الشافعي ، فلما كانت الليلة التاسعة والعشرون ختم في جامع القصر ، وازدحم الناس عنده ، وكان زعيم الرؤساء أبو القاسم علي بن فخر الدولة بن جهير أخو عميد الدولة قد أطلق من الاعتقال ، فاختلط بالناس ، وخرج إلى ظاهر بغداذ من ثلمة في السور ، وسار إلى سيف الدولة صدقة بن مزيد ، فاستقبله وأنزله وأكرمه . [خطب الشريف أبو تمام ابن المهتدي بجامع القصر]  

            وفي عيد الفطر: خطب الشريف أبو تمام ابن المهتدي بجامع القصر ، فأراد أن يدعو لبركيارق فدعا للسلطان محمد غلطا لا عن قصد ، فأتى أصحاب بركيارق إلى الديوان وقالوا: قد ولف علينا ، فعزل ثم أعيد بعد جمعتين .

            وفي يوم الأضحى: بعث الخليفة للسلطان منبرا فنصب في دار المملكة ، وصلى هناك الشريف أبو الكرم ، وأنفذ إليه جملا للأضحية ، وحربة للنحر ، وكان السلطان محموما ، فلم يمكنه النحر بيده. وفيها كانت

            [ولاية أبي الفرج ابن السيبي قضاء باب الأزج]  

            أنه في المحرم ولي أبو الفرج ابن السيبي قضاء باب الأزج ، حين مرض حاكمها أبو المعالي عزيزي ، ولما توفي عزيزي وقع إلى أبي الفرج ابن السيبي أن ينوب عنه أبو سعيد المخرمي ، وتقررت وزارة الخليفة لأبي المحاسن عبد الجليل بن محمد الدهستاني ، وهو الذي استوزره بركيارق ، ولقبه نظام الدين ، وجددت عمارة ديوان الخليفة ونظريته ، وعين على حضوره فيه ، وإفاضة الخلع عليه يوم السبت سادس صفر ، فوصلت من بركيارق كتب تستدعيه ، فسارع إلى ذلك ، وبطل ما عزم عليه ، وشهد في جمادى الآخرة عند أبي الحسن الدامغاني أبو العباس أحمد بن سلامة الكرخي المعروف بابن الرطبي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الجليل الساوي ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي شيخنا .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية