الحرب بين السلطان بركيارق ومحمد وانفساخ الصلح بينهما
في سنة خمس وتسعين وأربعمائة، في جمادى الأولى ، كان المصاف الرابع بين السلطان بركيارق وأخيه محمد .
وكان سببه أن السلطان محمدا سار من روذراور ، من الوقعة المذكورة ، إلى أسداباذ ، ومنها إلى قزوين ، ونسب الأمراء الذين سعوا في ذلك الصلح إلى المخامرة عليه ، والتقاعد به ، فوضع رئيس قزوين أن يتوسل إليه بأولئك الأمراء ليحضر دعوته ، فاستشفع الرئيس بهم إلى السلطان ، فحضر دعوته ، بعد أن امتنع ، ووصى خواصه بحمل السلاح تحت أقبيتهم ، وحضر الدعوة ومعه الأمير أيتكين ، وبسمل ، فقتل الأمير بسمل ، ( وهو من أكابر الأمراء ) ، وكحل الأمير أيتكين .
وكان الأمير ينال بن أنوشتكين الحسامي قد فارق بركيارق ، وأقام مجاهدا للباطنية الذين في القلاع والجبال ، فقصد الآن السلطان محمدا ، وسار معه إلى الري يضرب النوب الخمس ، واجتمعت إليه العساكر ، وأقام ثمانية أيام ، ووافاه أخوه السلطان بركيارق في اليوم التاسع ، ووقع بينهما المصاف عند الري ، وكانت عدة العسكرين متقاربة كل عسكر منهما عشرة آلاف فارس ، فلما اصطفوا حمل الأمير سرخاب بن كيخسرو الديلمي ، صاحب أبة ، على الأمير ينال ، فهزمه ، وتبعه في الهزيمة جميع عسكر محمد ، وتفرقوا ، ومضى معظمهم نحو طبرستان ، ولم يقتل في هذا المصاف غير رجل واحد قتل صبرا .
ومضى قطعة من المنهزمين نحو قزوين ، ونهبت خزائن محمد ، ومضى في نفر يسير إلى أصبهان ، وحمل هو علمه بيده ليتبعه أصحابه ، وسار في طلبه الأمير ألبكي بن برسق ، والأمير إياز إلى قم ، وتتبع السلطان بركيارق في أصحاب أخيه محمد ، وأخذ أموالهم .