الحرب بين ملك القسطنطينية والفرنج
في سنة خمسمائة كانت وحشة مستحكمة بين ملك الروم ، صاحب القسطنطينية ، وبين بيمند الفرنجي ، فسار بيمند إلى بلد ملك الروم ونهبه ، وعزم على قصده ، فأرسل ملك الروم إلى الملك قلج أرسلان بن سليمان ، صاحب قونية وأقصرا وغيرهما من تلك البلاد ، يستنجده ، فأمده بجمع من عسكره ، فقوي بهم ، وتوجه إلى بيمند ، فالتقوا وتصافوا واقتتلوا ، وصبر الفرنج بشجاعتهم ، وصبر الروم ومن معهم لكثرتهم ، ودامت الحرب ، ثم أجلت الوقعة عن هزيمة الفرنج ، وأتى القتل على أكثرهم ، وأسر كثير منهم ، والذين سلموا عادوا إلى بلادهم بالشام ، وعاد عسكر قلج أرسلان إلى بلادهم عازمين على المسير إلى صاحبهم بديار الجزيرة ، فأتاهم خبر قتله ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى ، فتركوا الحركة وأقاموا .