انهزام الفرنج بالأندلس
في سنة خمس وخمسمائة خرج أذفونش الفرنجي ، صاحب طليطلة بالأندلس ، إلى بلاد الإسلام بها ، يطلب ملكها ، والاستيلاء عليها ، وجمع وحشد فأكثر ، وكان قد قوي طمعه فيها بسبب موت أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ، فسمع أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين الخبر ، فسار إليه عساكره وجموعه ، فلقيه ، فاقتتلوا ، واشتد القتال ، وكان الظفر للمسلمين ، وانهزم الفرنج ، وقتلوا قتلا ذريعا ، وأسر منهم بشر كثير ، وسبي منهم ، وغنم من أموالهم ما يخرج من الإحصاء ، فخافه الفرنج ، بعد ذلك ، وامتنعوا من قصد بلاده ، وذل أذفونش حينئذ وعلم أن في البلاد حاميا لها ، وذابا عنها .