ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله
أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله ابن السيبي ، أبو البركات:
سمع أبا الحسين بن النقور ، وأبا محمد الصريفيني ، وأبا القاسم ابن البسري ، وغيرهم . وحدث عنهم وروى عنه الخليفة المقتفي ، وكان يعلم أولاد المستظهر ، فأنس بالمسترشد ، فلما صارت الخلافة إليه وقبض على ابن الخرزي رد إلى هذا الرجل النظر في المخزن ، فولي ذلك سنة وثمانية أشهر ، وكان كثير الصدقة متعهدا لأهل العلم ، وخلف مالا حزر بمائة ألف دينار ، وأوصى بثلثي ماله ، ووقف وقوفا على مكة والمدينة .
ومات عن ست وخمسين سنة وثلاثة أشهر ، وصلى عليه بالمقصورة في جامع القصر الوزير أبو علي بن صدقة ، وأرباب الدولة ، ودفن عند جده أبي الحسن القاضي بباب حرب . أبو سعد المقرئ
أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبدون ، أبو سعد المقرئ:
سمع أبا محمد التميمي ، وأبا الفضل بن خيرون ، وأبا الحسين ابن الطيوري ، وكان ستيرا صالحا ، يصلي في المسجد المعروف بالوراقين ، وتوفي في ربيع الآخر ، ودفن بباب حرب . أحمد بن محمد بن علي البخاري
أحمد بن محمد بن علي البخاري ، أبو المعالي:
ولد سنة ثلاثين ، وسمع أبا طالب بن غيلان ، والجوهري وغيرهما ، وسماعه صحيح ، وكان مستورا .
وتوفي في هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب . ابن صوفان أبو بكر الحنبلي
أحمد بن الخطاب ، ويعرف بابن صوفان ، أبو بكر الحنبلي:
سمع أبا بكر الخياط ، وأبا علي ابن البناء ، وقرأ عليه القراءات ، وكان صالحا مستورا ، يقرئ القرآن ، ويؤم الناس ، وتوفي في ذي القعدة ، ودفن بمقبرة باب حرب . أبو الحسن الضبي المحاملي العطار
أحمد بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن الضبي المحاملي العطار:
كان يبيع العطر ، وكان مستورا ، سمع أبا الحسين ابن الآبنوسي ، وأبا الحسين الملطي ، وأبا محمد الجوهري ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن بباب الأزج . أبو محمد بن أبي الحسين
سعد الله بن علي بن الحسين بن أيوب ، أبو محمد بن أبي الحسين:
روى عن القاضي أبي يعلى ، وأبي الحسين ابن المهتدي ، وأبي جعفر ابن المسلمة ، وابن النقور في آخرين ، وكان ستيرا صالحا ، صحيح السماع ، حسن الطريقة .
توفي في رجب ودفن بالشونيزي . أبو محمد المؤدب
والد شيخنا أبي الحسن عبيد الله بن نصر بن السري الزاغوني [أبو محمد] المؤدب
سمع أبا محمد الصريفيني ، وابن المهتدي ، وابن المسلمة ، وابن المأمون ، وخلقا كثيرا . وكان من حفاظ القرآن وأهل الثقة والصيانة والصلاح ، وجاوز الثمانين .
وتوفي يوم الاثنين عاشر صفر ، ودفن بمقبرة باب حرب . أبو البركات الدباس
عبد الرحمن بن محمد بن شاتيل ، أبو البركات الدباس:
سمع القاضي أبا يعلى ، وأبا بكر الخياط ، وأبا جعفر ابن المسلمة ، وابن المهتدي ، وابن النقور ، والصريفيني وغيرهم . وكان مستورا من أهل القرآن والحديث ، وسماعه صحيح .
وتوفي في ليلة الاثنين سابع ذي القعدة ، ودفن بمقبرة باب حرب . أبو نصر ابن القشيري
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة ، أبو نصر ابن القشيري:
قرأ على أبيه ، فلما توفي سمع من أبي المعالي والجويني وغيرهما ، وسمع الحديث من جماعة ، وكان له الخاطر الحسن والشعر المليح ، وورد إلى بغداد ، ونصر مذهب الأشعري ، وتعصب له أبو سعد الصوفي عصبية زائدة في الحد إلى أن وقعت الفتنة بينه وبين الحنابلة ، وآل الأمر إلى أن اجتمعوا في الديوان فأظهروا الصلح مع الشريف أبي جعفر ، وحبس الشريف أبو جعفر في دار الخلافة ، ونفذ إلى نظام الملك وسئل أن يتقدم إلى ابن القشيري بالخروج من بغداد لإطفاء الفتنة ، فأمره بذلك ، فلما وصل إليه أكرمه وأمره بالرجوع إلى وطنه .
قال ابن عقيل: كان النظام قد نفذ ابن القشيري إلى بغداد فتلقاه الحنابلة بالسب ، وكان له عرض فأنف من هذا فأخذه النظام إليه ، ونفذ لهم البكري ، وكان ممن لا خلاق له ، وأخذ يسب الحنابلة ويستخف بهم .
توفي أبو نصر ابن القشيري في جمادى الآخرة من هذه السنة بنيسابور ، وأقيم له العزاء في رباط شيخ الشيوخ . أبو حامد الدينوري
عبد العزيز بن علي بن عمر ، أبو حامد الدينوري:
كان أحد أرباب الأموال الكثيرة ، وعرف بفعل الخير والإحسان إلى الفقراء ، وكانت له حشمة ، وتقدم عند الخليفة وجاه عند التجار ، سمع أبا محمد الجوهري ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري .
وتوفي في هذه السنة بهمذان . أبو الفتح الخزيمي
محمد بن محمد بن علي بن الفضل ، أبو الفتح الخزيمي:
دخل بغداد سنة تسع وخمسمائة ، فحدث عن أبي القاسم القشيري وجماعة من نظرائه ووعظ ، وكان مليح الإيراد ، حلو المنطق ، ورأيت من مجالسه أشياء قد علقت عنه فيها كلمات ، ولكن أكثرها ليس بشيء ، فيها أحاديث موضوعة ، وهذيانات فارغة يطول ذكرها . فكان مما قال: أنه روى في الحديث المعروف فزاد فيه: "فهبط جبريل ، وقال: العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك بنقطة واحدة من العيب ترد عقد النكاح ونحن بعيوب كثيرة لا نفسخ عقد الإيمان مع أمتك لك نسوة تمسكهن لأجلك امسك هذه لأجلي . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة فرأى بكشحها بياضا فقال: "ألحقي بأهلك"
قال ابن الجوزي: وهذا كذب فاحش على الله تعالى وعلى جبريل ، فإنه لم يوح إليه شيء من هذا ، ولا عوتب في فراقها ، فالعجب من نفاق مثل هذا الكاذب في بغداد ولكن على السفساف والجهال .
وكذلك مجالس أبي الفتوح الغزالي ، ومجالس ابن العبادي فيها العجائب والمنقولات المتخرصة والمعاني التي لا توافق الشريعة ، وهذه المحنة تعم أكثر القصاص ، بل كلهم لبعدهم عن معرفة الصحيح ، ثم لاختيارهم ما ينفق على العوام كيف ما اتفق .
احتضر الخزيمي بالري فأدركه حين نزعه قلق شديد ، قيل له: ما [هذا الانزعاج العظيم؟] فقال: الورود على الله شديد ، فلما توفي دفن بالري عند قبر إبراهيم الخواص .