ذكر عدة حوادث في سنة اثنتي عشرة وستمائة شرع في بناء المدرسة العادلية الكبيرة بدمشق ، وفيها عزل القاضي الزكي بن محيي الدين بن الزكي ، وفوض الحكم إلى القاضي جمال الدين بن الحرستاني ، وهو ابن ثنتين وتسعين سنة ، فحكم بالعدل ، وقضى بالحق ، ويقال : إنه كان يحكم بالمدرسة المجاهدية عند القواسين .
وفيها أبطل العادل ضمان الخمر والقيان ، جزاه الله خيرا ، فزال عن الناس شر كثير .
وفيها حاصر الأمير قتادة صاحب مكة المدينة النبوية ومن بها ، وقطع نخلا كثيرا ، فقاتله أهلها ، فكر خاسئا حسيرا ، وكان صاحب المدينة بالشام في خدمة العادل ، فطلب منه النجدة على أمير مكة قتادة ، فأرسل معه جيشا ، فأسرع في الأوبة ، فمات في أثناء الطريق ، فاجتمع شمل الجيش على ابن أخيه جماز ، فقصد مكة ، فالتقاه أميرها بالصفراء ، فاقتتلوا قتالا عظيما ، فهزم المكيون ، وغنم منهم جماز شيئا كثيرا ، وهرب قتادة إلى الينبع ، فساروا إليه ، فحصروه بها ، وضيقوا عليه فيها .
. وفيها أغارت الفرنج على بلاد الإسماعيلية ، فقتلوا ونهبوا وسبوا
وفيها أخذ ملك الروم كيكاوس مدينة أنطاكية من أيدي الفرنج ، ثم أخذها منه ابن لاون ملك الأرمن ، ثم أخذها منه إبرنس طرابلس .