الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في سنة ثلاث عشرة وستمائة، في المحرم ، وقع بالبصرة برد كثير ، وهو مع كثرته عظيم القدر قيل : كان أصغره مثل النارنجة الكبيرة ، وقيل في أكبره ما يستحي الإنسان أن يذكره ، فكسر كثيرا من رءوس النخيل .

            وفي المحرم أيضا سير الخليفة الناصر لدين الله ولدي ابنه المعظم علي إلى تستر ، وهما المؤيد والموفق ، وسار معهما مؤيد الدين النائب عن الوزارة ، وعز الدين الشرابي ، فأقاما بها يسيرا ، ثم عاد الموفق مع الوزير والشرابي إلى بغداد أواخر ربيع الآخر .

            وفيها ، في صفر ، هبت ببغداد ريح سوداء شديدة ، كثيرة الغبار والقتام ، وألقت رملا كثيرا ، وقلعت كثيرا من الشجر ، فخاف الناس وتضرعوا ، ودامت من العشاء الآخرة إلى ثلث الليل وانكشفت . قال أبو شامة : فيها أحضرت الأوتاد الخشب الأربعة لأجل قبة نسر الجامع ، طول كل واحد اثنان وثلاثون ذراعا بالنجار .

            وفيها شرع في تجديد خندق باب السر المقابل لدار الطعم العتيقة إلى جانب باناس قلت : وهي إصطبل السلطان اليوم ، وقد نقل السلطان المعظم بنفسه التراب ، ومماليكه تحمل بين يديه على القربوس القفاف من التراب ، فيفرغونها في الميدان الأخضر ، وكذلك أخوه الصالح إسماعيل ومماليكه ، يعمل هذا يوما وهذا يوما .

            وفيها وقعت فتنة بين أهل الشاغور وأهل العقيبة ، اقتتلوا بالرحبة والصيارف ، فركب الجيش ملبسا ، وجاء السلطان المعظم بنفسه ، فحبس رءوسهم .

            وفيها رتب بالمصلى خطيب مستقل ، وأول من باشرها الصدر معيد الفلكية ، ثم خطب بعده بهاء الدين بن أبي اليسر ، ثم بنو حسان ، وإلى الآن .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية