موت صاحب سنجار وملك ابنه ثم قتل ابنه وملك أخيه
وفي سنة ست عشرة وستمائة، ثامن صفر ، توفي قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود بن زنكي ، صاحب سنجار ، وكان كريما ، حسن السيرة في رعيته ، حسن المعاملة مع التجار ، كثير الإحسان إليهم ، وأما أصحابه فكانوا معه في أرغد عيش يعمهم بإحسانه ، ولا يخافون أذاه ، وكان عاجزا عن حفظ بلده ، مسلما الأمور إلى نوابه .
ولما توفي ملك بعده ابنه عماد الدين شاهنشاه ، وركب الناس معه ، وبقي مالكا لسنجار عدة شهور ، وسار إلى تل أعفر وهي له ، فدخل عليه أخوه عمر بن محمد بن زنكي ، ومعه جماعة ، فقتلوه ، وملك أخوه عمر بعده فبقي كذلك إلى أن سلم سنجار إلى الملك الأشرف ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى ، ولم يمتع بملكه الذي قطع رحمه ، وأراق الدم الحرام لأجله .
ولما سلم سنجار أخذ عوضها الرقة ، ثم أخذت منه عن قريب ، وتوفي بعد أخذها منه بقليل . وعدم روحه وشبابه . وهذه عاقبة قطيعة الرحم . فإن صلتها تزيد في العمر وقطيعتها تهدم العمر .