ذكر عدة حوادث .
في هذه السنة أول آب ، ، وجرت المياه بباب البصرة والحربية ، وكذلك بالمحول ، بحيث إن الناس كانوا يخوضون في الماء والوحل بالمحول . جاء ببغداد مطر برعد وبرق
في ذي القعدة ، فعسف أهلها ، فنقل إليه عن إنسان منها أنه يسبه ، فأحضره وأمر بمعاقبته ، وقال له : لم تسبني ؟ فقال له : أنتم تسبون أبا بكر وعمر لأجل أخذهما فدك ، وهي عشر نخلات لفاطمة - عليها السلام - وأنتم تأخذون مني ألف نخلة ولا أتكلم ؟ فعفا عنه . وفيها سار صاحب المخزن إلى بعقوبا
وفيها على جاري عادتهم . وقعت فتنة بواسط بين السنة والشيعة
وفيها قلت الأمطار في البلاد ، فلم يجئ منها شيء إلى شباط ، ثم إنها كانت تجيء في الأوقات المتفرقة مجيئا قريبا لا يحصل منه الري للزرع ، فجاءت الغلات قليلة ، ثم خرج عليها الجراد ، ولم يكن في الأرض من النبات ما يشتغل به عنها ، فأكلها إلا القليل ، وكان كثيرا خارجا عن الحد ، فغلت الأسعار في العراق والموصل ، وسائر ديار الجزيرة ، وديار بكر وغيرها ، وقلت الأقوات ، إلا أن أكثر الغلاء كان بالموصل وديار الجزيرة . وأرسل صوفيا من السميساطية يقال له : الملق إلى جلال الدين بن خوارزم شاه - وكان قد أخذ أذربيجان في هذه السنة ، وقوي جأشه - يتفق معه على أخيه الأشرف ، فوعده النصر والرفادة . وفيها أرسل المعظم ولده الناصر داود إلى صاحب إربل تقوية على مخالفة الأشرف ،
وفيها قدم الملك مسعود أقسيس ملك اليمن على أبيه الكامل بالديار المصرية ، ومعه شيء كثير من الهدايا والتحف ، من ذلك مائتا خادم وثلاثة أفيلة هائلة ، وأحمال عود وند ومسك وعنبر ، وخرج أبوه الكامل لتلقيه ، ومن نية أقسيس أن ينزع الشام من يد عمه المعظم .
وفيها كمل عمارة دار الحديث الكاملية بمصر ، وولي مشيختها الحافظ أبو الخطاب بن دحية الكلبي ، وكان مكثارا ، كثير الفنون ، وعنده فوائد وعجائب ، رحمه الله تعالى . وكانت الكعبة تكسى الديباج الأبيض من أيام المأمون إلى الآن، فكساها الناصر ديباجا أخضر، ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن.