الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفي هذه السنة أغارت التتار على بلاد حلب ، وانجفل الناس وحصل لهم رعب شديد والتقى التتر مع نائب حلب الأمير حسام الدين الجوكندار العزيزي ، والمنصور صاحب حماة والأشرف صاحب حمص ، وكانت الوقعة عند حمص قريبا من قبر خالد بن الوليد ، والتتار في ستة آلاف ، والمسلمون في ألف وأربعمائة ، فهزمهم الله تعالى ، وقتلوا أكثر التتار ولله الحمد ، فرجع التتار إلى حلب ، فحصروها أربعة أشهر ، وضيقوا عليها الأقوات ، وقتلوا من الغرباء خلقا كثيرا صبرا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، والجيوش الذين كسروهم على حمص لم يرجعوا إلى حلب ، بل ساقوا إلى الديار المصرية فتلقاهم الملك الظاهر في أبهة السلطنة ، وأحسن إليهم ، وبقيت حلب محاصرة لا ناصر لها في هذه المدة ، ولكن سلم الله سبحانه وتعالى .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية