الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس ، أبو بكر اليعمري الأندلسي
ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وسمع الكثير ، وحصل كتبا عظيمة ، وصنف أشياء حسنة ، وختم به الحفاظ في تلك البلاد ، توفي بمدينة تونس في الرابع والعشرين من رجب من هذه السنة .
عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف عز الدين ، أبو محمد الرسعني
المحدث المفسر ، سمع الكثير وحدث ، وكان من الفضلاء الأدباء ، له مكانة عند البدر لؤلؤ صاحب الموصل ، وكذلك عند صاحب سنجار ، وبها توفي في ليلة الجمعة الثاني عشر من ربيع الآخر ، وقد جاوز السبعين ، ومن شعره :
نعب الغراب فدلنا بنعيبه أن الحبيب دنا أوان مغيبه يا سائلي عن طيب عيشي بعدهم
جد لي بعيش ثم سل عن طيبه
محتسبها ، وكان من عدولها وأعيانها ، وله بها أملاك وثروة وأوقاف ، توفي بالقاهرة ، ودفن بالمقطم .
علم الدين أبو محمد القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر المرسي اللورق?
اللغوي النحوي المقرئ ، شرح " الشاطبية " شرحا مختصرا ، وشرح " المفصل " في عدة مجلدات ، وشرح " الجزولية " وقد اجتمع بمصنفها ، وسأله عن بعض مسائلها ، وكان ذا فنون متعددة ، حسن الشكل ، مليح الوجه ، له هيئة حسنة وبزة وجمال ، وقد سمع الكندي وغيره .
الشيخ أبو بكر الدينوري
وهو باني الزاوية بالصالحية ، وكان له فيها جماعة مريدون يذكرون الله بأصوات حسنة طيبة ، رحمه الله .
الأمير الكبير مجير الدين أبو الهيجاء عيسى بن خشترين الأزكشي الكردي الأموي
كان من أعيان الأمراء وشجعانهم ، وله يوم عين جالوت اليد البيضاء في كسر التتار ، ولما دخل الملك المظفر إلى دمشق بعد الوقعة جعله - مع الأمير علم الدين سنجر الحلبي نائب البلد - مستشارا ومشاركا في الرأي والمراسيم والتدبير ، وكان يجلس معه في دار العدل ، وله الإقطاع الكامل والرزق الواسع ، إلى أن توفي في هذه السنة . قال أبو شامة : ووالده الأمير حسام الدين توفي في حبس الملك الأشرف ببلاد الشرق هو والأمير عماد الدين أحمد بن المشطوب ، رحمهما الله تعالى .
قلت : وولده الأمير عز الدين تولى ولاية هذه المدينة - أعني دمشق - مدة ، وكان مشكور السيرة ، وإليه ينسب درب سقون بالصاغة العتيقة ، فيقال : درب ابن أبي الهيجاء . لأنه كان به سكنه ، وكان يعمل الولاية فيه ، فعرف به ، وبعد موته بقليل كان فيه نزولنا حين قدمنا من حوران وأنا صغير ، فختمت فيه القرآن العظيم ، ولله الحمد .