الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثم دخلت سنة ثنتين وستين وستمائة  

            استهلت والخليفة الحاكم بأمر الله العباسي  ، وسلطان الإسلام الذاب عن حوزته الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري   - أيده الله وشد عضده - ونائب الشام الأمير جمال الدين آقوش النجيبي ، وقاضيه شمس الدين بن خلكان . وفيها في أولها كملت المدرسة الظاهرية التي بين القصرين ، ورتب لتدريس الشافعية بها القاضي تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين ، ولتدريس الحنفية مجد الدين عبد الرحمن بن كمال الدين عمر بن العديم ، ولمشيخة الحديث بها الشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الحافظ الدمياطي . وفيها عمر الظاهر بالقدس الشريف خانا ، ووقف عليه أوقافا للنازلين به من إصلاح نعالهم وأكلهم وغير ذلك ، وبنى به طاحونا وفرنا . وفي جمادى الآخرة منها درس الشيخ شهاب الدين أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي بدار الحديث الأشرفية ، بعد وفاة القاضي عماد الدين بن الحرستاني ، وحضر عنده القاضي شمس الدين ابن خلكان وجماعة من الفضلاء والأعيان ، وذكر خطبة كتابه " المبعث " وأورد الحديث بسنده ومتنه ، وذكر فوائد كثيرة مستحسنة ، ويقال : إنه لم يراجع شيئا حتى أورد درسه ، ومثله لا يستكثر عليه ذلك . رحمه الله تعالى . وفيها: زلزلت مصر زلزلة عظيمة.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية