الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثم عاد السلطان بعساكره إلى مصر ، فلما كان في أثناء الطريق عند خربة اللصوص تعرضت له امرأة ، فذكرت له أن ولدها دخل مدينة صور وأن صاحبها الفرنجي غدر به وقتله ، وأخذ ماله ، فركب السلطان وشن الغارة على صور فأخذ منها شيئا كثيرا وقتل خلقا ، فأرسل إليه ملكها : ما سبب هذا؟ فذكر له غدره ومكره بالتجار ، ثم قال السلطان لمقدم الجيوش : أوهم الناس أني مريض وأني بالمحفة ، وأحضر الأطباء ، واستوصف لي منهم ما يصلح لمريض به كذا وكذا ، وإذا وصفوا لك فأحضر الأشربة إلى المحفة ، وأنتم سائرون . ثم ركب السلطان على البريد ، وساق مسرعا حتى دخل الديار المصرية فكشف أحوال ولده ، وكيف الأمر بالديار المصرية بعده ، ثم عاد مسرعا إلى الجيش ، فجلس في المحفة وأظهروا عافيته وتباشروا بذلك . وهذه جرأة عظيمة ، وإقدام هائل .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية