الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وفيها كمل جامع المنشية ، وأقيمت فيه الجمعة في الثاني والعشرين من ربيع الآخر . وفيها جرت حروب يطول ذكرها بين أهل تونس والفرنج ، ثم تصالحوا بعد ذلك على الهدنة ووضع الحرب ، بعدما قتل من الفريقين خلائق لا يحصون . وفي يوم الأحد الثاني عشر من شوال جاء سيل عظيم إلى دمشق ، فأتلف شيئا كثيرا ، وغرق بسببه ناس كثير ، لا سيما الحجاج من الروم الذين كانوا نزولا بين النهرين ، أخذهم السيل وجمالهم وأحمالهم ، فهلكوا وغلقت أبواب البلد ، ودخل الماء إلى البلد من مرامي السور ، ومن باب الفراديس ، فغرق خان ابن المقدم وأتلف شيئا كثيرا ، وكان ذلك في زمن الصيف أيام المشمش . وفي حادي عشر شوال دخل خضر الكردي شيخ السلطان الملك الظاهر وأصحابه إلى كنيسة اليهود ، فصلوا فيها ، وأزالوا ما فيها من شعائر اليهود ، ومدوا فيها سماطا ، وعملوا سماعا وبقوا على ذلك أياما ، ثم أعيدت إلى اليهود . ثم خرج السلطان إلى السواحل ، فافتتح بعضها ، وأشرف على عكا وتأملها ، ثم سار إلى الديار المصرية ، وكان مقدار ما غرمه في هذه المدة وفي الغزوات قريبا من ثمانمائة ألف دينار ، وأخلفها الله عليه ، فكان وصوله إلى القاهرة يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة . وفي اليوم السابع عشر من وصوله أمسك على جماعة من الأمراء منهم ، الحلبي وغيره ، بلغه أنهم أرادوا مسكه على الشقيف . وفي اليوم السابع عشر من ذي الحجة أمر بإراقة الخمور من سائر بلاده ، وتهدد من يعصرها أو يعتصرها بالقتل ، وأسقط ضمان ذلك ، وكان ذلك بالقاهرة وحدها ، كل يوم ضمانه ألف دينار ، ثم سارت البرد بذلك إلى الآفاق .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية